الامتنان صباح كل اليوم لمدة 30 ثانية تجعلك أكثر سعادة


 


إن الامتنان الذي يمكن أن تمارسه صباح كل يوم له أثر عميق و كبير.. إليك طريقة بسيطة و لكنها فعالة للغاية لخلق حالة من " الامتنان " في كل صباح ، حتى لو أنك لا تشعر بذلك ،  فسيكون لديك يوماً أكثر سعادة , و أكثر إنتاجية.

و من الأهمية بمكان أن تعلم ، أن العيش في حالة  من الامتنان يعتبر أحد مفاتيح خلق حياة أكثر سعادة و أكثر إشباعاً و وفرة.

فعندما تستيقظ في الصباح على الرغم -مثل الكثير منا- من أنك قد لا تشعر بالإيجابية على الفور - خاصة إذا كنت لم تنم بشكلٍ جيدٍ، أو أن منبه الساعة المزعج ايقظك , فإن الخبر السار الذي يمكن أن تعرفه الآن هو أنك تختار بوعي أن تخلق حالة من الامتنان في كل صباح.

أما الخبر الأكثر أهمية فهو، أن القيام بذلك سيكون أسرع و أسهل مما قد تظن!

و عليه فإن القيام بذلك سيساعدك على إدراك ما تشعر بالامتنان له في كل لحظة ، و مع قيامك بذلك ، ستتجلى لك المزيد و المزيد من الفرص ، و ستبدأ بالحصول على حرية أكثر, و اكتمالاً أعلى, و خبرة أوسع في عيش الحياة.

 

السر الكبير الذي يجب أن تعرفه هو أن الامتنان متناغم مع ترددات الوفرة


دراسة مهمة حول تأثير الامتنان:

و للتحقق من مدى أهمية الامتنان , قام اثنان من علماء النفس, أحدهما من جامعة Southern Methodist University في دالاس تكساس ، و الآخر من جامعة  University of California كاليفورنيا في ديفيس، بإجراء دراسة مثيرة للاهتمام حول الأثر الإيجابي , و غير العادي للامتنان على رفاهية الناس بشكل عام, و خلصت الدراسة إلى أن للامتنان قوة العظيمة و تأثير مهم على تحسين الصحة و دعم الرفاهية.

فقد قسّم علماء النفس -في دراستهم- عدة مئات من الأشخاص إلى ثلاث مجموعات.

و في هذه المجموعات الثلاث وافق الأشخاص المشاركين في الدراسة على الاحتفاظ بمفكرة ربما يكتبوا فيها في نهاية كل يوم خلال مدة الدراسة.

  • إذ أن الأشخاص في المجموعة الأولى لم يتلقوا أية تعليمات بما يتوجب عليهم تسجيله في مذكراتهم اليومية ، و لذلك اختاروا الكتابة حول ما حدث خلال اليوم ، سواء كان إيجابياً أو سلبياً.

  • أما الأشخاص في المجموعة الثانية فقد تم إعطائهم تعليمات بالكتابة -فقط- عن التجارب غير السارة التي مروا بها طوال اليوم.

  • و أخيراً فقد طُلب من الأشخاص في المجموعة الثالثة أن يكتبوا -فقط- عن الأشياء التي حدثت في ذلك اليوم و التي كانوا ممتنين لها.

و عليه فقد أظهرت نتائج الدراسة أن المجموعة الثالثة ، أولئك الذين عبروا -بالكتابة- عن امتنانهم اليومي في نهاية كل يوم ، قد اختبروا مستويات أعلى من اليقظة , و الحماس , التصميم , و التفاؤل و الطاقة.

و كذلك اختبرت المجموعة الثالثة درجة أقل من الاكتئاب، و التوتر، و الإجهاد ، و كان من المرجح أن يساعد الأشخاص في هذه المجموعة أشخاصاً آخرين.

و استطاع أفراد هذه المجموعة أن يتدربوا بانتظام، و أن يحققوا تقدماً أكبر نحو تحقيق أهدافهم الشخصية.


سحر الامتنان:

إن فوائد التأمل -بالفعل- لانهائية , تلك التي نحصل عليها من الممارسة اليومية للامتنان.

و قد أجد نفسي مستعداً لأبوح لك بسرٍ كبيرٍ حول الامتنان .. السر هو أن الامتنان متناغم مع ترددات الوفرة. و هذا يعني أن المزيد من الامتنان الخالص الذي تولده ، يؤدي إلى مزيد من الوفرة و التي ستجذبها -بشكل طبيعي- إلى حياتك! إنه قانون كوني

إن العيش من  منظور الامتنان له القدرة على تحويل جميع جوانب حياتك.

و السؤال المهم الآن هو: كيف ستدفع بنفسك إلى عادة العيش بامتنان؟

نعم، يمكن أن يغير الشعور بالامتنان قواعد اللعبة: فله آثار بعيدة المدى، ابتداءً من تحسين صحتنا العقلية إلى تعزيز علاقاتنا مع الآخرين.

و بالفعل سيساعدك عيش حياتك بامتنان على ملاحظة المكاسب الصغيرة - مثل ظهور الحافلة في الوقت المناسب ، أو وجود شخص غريب يمسك الباب من أجلك ، أو شروق الشمس من خلال نافذتك عندما تستيقظ في الصباح.

و بالتأكيد فإن كل واحدة من هذه اللحظات الصغيرة تترابط  معاً لخلق شبكة من الرفاهية، التي تعزز -بمرور الوقت- قدرتك على ملاحظة الخير و اللطافة من حولك.

إن بناء قدرتك على الامتنان ليس بالأمر الصعب. و لكن الأمر يتطلب ممارسة مستمرة فقط. فكلما استطعت جذب انتباهك إلى ما تشعر بالامتنان له ، كلما لاحظت أنك ممتن له!


دعنا نبدأ..

هنا .. واحدة من الطرق التي يمكنك من خلالها توليد مجال من الامتنان كل يوم -حتى و لو أنك استيقظت في الصباح و لم تكن تشعر بالامتنان – الطريقة هي أن تؤسس لممارسة بسيطة و لكنها قوية لامتنان صباحي لمدة 30 ثانية كروتين يومي صباحي.

(هذه الممارسة الخاصة بالامتنان التي سأشاركها معك الآن كانت جزءاً من روتين صباحي لي، كل يوم لما يقرب من عشرين عاماً) - ماري موريسي

ففي كل صباح عندما تستيقظ ، هناك لحظة تدرك فيها أنك مستيقظ و على قيد الحياة ☺.

ربما أيقظتك الشمس ، أو ساعة المنبه ، أو أن أحد أطفالك أو حيوانك الأليف، قد قفز على سريرك فأيقظك.

و على أية حال ، أنت الآن تستيقظ ، هذا الاستيقاظ هو ذلك الشيء الرائع الذي لابد من الاستمتاع به.


امتنان الصباح لماري موريسي Mary Morrissey (**):

لقد عشت طويلاً بما يكفي لأعلم أنه ليس كل شخص سيستيقظ في الصباح. لقد ذهب صديقي العزيز واين داير إلى الفراش ليلة سبت مع مذكرة كاملة لمداخلات كلامية, و خطط , و التزامات أخرى للسنوات الثلاث المقبلة ...

و ببساطة لم يستيقظ في صباح اليوم التالي.

إذاً، عندما تبدأ بالاستيقاظ في الصباح ، فقط لاحظ أنك تستيقظ . و من  ثم ، تكلم بشكل مسموع و اعترف لنفسك و للذكاء اللانهائي -الذي يتحرك من خلال جميع الأشياء- بأنك ببساطة ممتن لهذه الفرصة لتكون مستيقظاً و على قيد الحياة في هذا اليوم.

و لا تدع أقدامك تلمس الأرض، و أن تخرج من سريرك حتى تكون في حالة من الامتنان.

و أنا الآن بصدد أن أقدم لكم بعض الأشياء التي أقولها لفظياً لنفسي قبل أن أغادر سريري و أترك ​​قدمي تلمس الأرض. أرجو ألا تتردد في استعارة هذه العبارات أو أن تُعبّر بعباراتك الخاصة:

  • "هذا ليس مجرد يوم آخر في حياتي ، إنه يوم جديد و مميز تماماً.. و سأجعله يوماً استثنائياً"

  • "لا يمكن لأحد أن يتدخل في أفكاري اليوم .. (أنا فحسب) ، أو أن يقوم باختياراتي اليوم .. بل أنا. لقد اخترتُ اليومَ ، أن أكون ممتناً لكل ما في حياتي"

  • "هذا اليوم هو هدية الحياة , الفريدة من نوعها , المميزة ، التي لا يمكن الاستغناء عنها ، و المدهشة للغاية .. إنها ملكي اليوم. أنا ممتن جداً لهذا اليوم"

  • "أنا ممتن للشعور بهذا الامتنان الرائع، للحصول على فرصة لأن أكون على قيد الحياة ، و لهذه القدرة التي أملكها ، أن اختار من سأكون عليه اليوم"

فبعد سنوات عديدة من القيام بهذه الممارسة للامتنان الصباحي ، و التعبير، و الإعراب عن الامتنان في افتتاحية كل صباح، فقد اصبح الامتنان طبيعيٌ بالنسبة لي.

و لكن هناك أيام عندما لا أقوم بذلك ، عندها يستغرق الأمر وقتاً أطول و طاقة أكبر لوضع نفسي في هذه الحالة من الامتنان.

فأنا الآن أعرف -جيداً- من تجربة شخصية أن خلق أو توليد حالة من الامتنان سيؤثر بشكل حتمي على نوع القرارات التي سأقوم بها ، و الفرص التي سأجذبها إلي ، و على نوع اليوم الذي سأبدأه.

بالتالي، إذا قررتَ أن تمارس هذا التمرين (30 ثانية صباحية للامتنان) ، فإنك حتماً ستحصل على نفس النتائج هذه أيضاً.


تجربة امتنان الصباح

ها أنا أشجعك على القيام بتجربة -و لتكن بسيطة و عميقة- ممارسة الامتنان كجزء من روتينك الصباحي للأيام السبعة المقبلة.

فلابد لك من أن تجعل اختيارك الواعي  - بين الوقت الذي تبدأ فيه بفتح عينيك في الصباح و اللحظة التي تشعر بها  أنك لامست أرضية غرفة نومك – هو أن تكون في حالة من الامتنان.

تذكر-دائماً- أنه ليس كل إنسان يفتح عينيه ذات صباح ، و أن هذا اليوم الجديد المميز الذي منحك الله إياه هو بالفعل هدية كبيرة.

ماذا تنتظر؟!... ابدأ منذ هذا الصباح بممارسة الامتنان و لمدة سبعة أيام ، و سوف تندهش من كيفية تأثير هذه الممارسة السريعة و البسيطة

على توقعاتك...

و على النتائج التي تحصل عليها كل يوم!

(**) ملاحظة:

ماري موريسي  Mary Morrissey ، حاصلة على درجة الماجستير في علم النفس الإرشادي و دكتوراه فخرية في الآداب الإنسانية ، و هي مؤلفة كتابين من أكثر الكتب مبيعاً، (ليس أقل من العظمة No Less Than Greatness) و (بناء مجال أحلامك Building Your Field of Dreams).

و من خلال كتبها و فعالياتها و برامجها الحية ، تمكنت من تمكين عشرات الآلاف من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، من تحقيق آفاق جديدة من الحياة الروحية و الازدهار و النجاح الحقيقي.




أحدث أقدم

نموذج الاتصال