يشير الخلل الجنسي Sexual Dysfunction إلى حدوث مشاكل مستمرة أو متكررة خلال أي مرحلة من مراحل الاستجابة الجنسية (الرغبة desire ، الإثارة arousal ، الهضبة plateau ، النشوة orgasm ، القذف أو الارتخاء resolution ) التي تمنع الفرد أو الزوجين من الشعور بالرضا عن النشاط الجنسي و الذي يؤدي إلى الشعور بالحزن و الألم في نهاية المطاف.
و حتى الآن ، يفتقر الدعم العلمي للادعاء بأن أي علاج طبيعي يمكن أن يعالج الخلل الجنسي لدى النساء إلى حد ما .و إليك عزيزتي القارئة |عزيزي القارئ فيما يلي نظرة خاطفة على عدة نتائج من البحث المتاح في هذا المجال.
مكملات الـ DHEA :
يعرف ال DHEA (اختصار ل dehydroepiandrosterone) على أنه هرمون ينتج بشكل طبيعي من الغدد الكظرية. و يتم تحويل هذا الهرمون في الجسم إلى هرمونات الاستروجين والتستوستيرون.
و من المعروف أن مستويات ال DHEA تنخفض بشكل طبيعي مع تقدم العمر وأيضاً في حالة تسمى قصور الغدة الكظرية adrenal insufficiency .
و قد ارتبط كلاهما بانخفاض الرغبة الجنسية ، ولهذا السبب قام الباحثون بفحص ما إذا كانت مكملات ال DHEA يمكن أن تعزز الرغبة الجنسية في هذه المجموعات.
كما أن هناك بعض الأدلة التي تشير إلى أن ال DHEA قد يساعد النساء المسنات قبل انقطاع الطمث والعقم على تحسين وظيفتهن الجنسية.
ففي إحدى الدراسات التي كانت قد أجريت في عام 2018 ، قامت 50 امرأة تتراوح أعمارهن بين 37 و 45 بتناول مكملات ال DHEA و قدمن تقريراً عن وظائفهن الجنسية.
و قد أشارت النتائج إلى أن المكملات مع DHEA تحسن الوظيفة الجنسية (الرغبة والإثارة والتشحيم) لدى هؤلاء النساء.
و وجدت دراسة أخرى أن تناول مكملات جرعة منخفضة (10 ملغ) من ال DHEA لمدة عام واحد لدى النساء بعد انقطاع الطمث كان قد حقق تحسناً في الوظيفة الجنسية.
إلا أنه بالكاد يتواجد أي دليل على أنه يحسن الخلل الوظيفي الجنسي لدى النساء القادرات على الولادة قبل انقطاع الطمث.
و علاوة على ذلك ، فقد وجدت العديد من الدراسات أن آثار مكملات DHEA على الوظيفة الجنسية غير حاسمة وتؤدي إلى نتائج متباينة - مع عدم تأثير بعضها على الرغبة الجنسية والوظيفة الجنسية على الإطلاق.
الجنكة Ginkgo :
عُرفَت الجنكه بيلوبا Ginkgo biloba على أنها عشبة استخدمت لقرون في الطب الصيني التقليدي كعلاج شعبي لأمراض الجهاز التنفسي والضعف الإدراكي واضطرابات الدورة الدموية.
أما في أمريكا الشمالية ، فيتم استخدامها بشكل شائع كشكل من أشكال الطب البديل للوظيفة المعرفية والذاكرة.
و هناك دراسات حول فعالية الجنكة للخلل الجنسي الناجم عن مضادات الاكتئاب ولكنها قليلة ومتباعدة.
و في إحدى هذه الدراسات المنشورة في أرشيف السلوك الجنسي Archives of Sexual Behavior ، تم تقييم خلاصة الجنكة بيلوبا لتأثيراتها قصيرة المدى وطويلة المدى على الوظيفة الجنسية لدى النساء المصابات باضطراب الاستثارة الجنسية.
و خلصت إلى أنه : " لا تؤثر الإدارة القصيرة أو الطويلة الأمد لوحدها بشكل كبير على الوظيفة الجنسية عند النساء."
الأرجينين إل (L-Arginine) :
حمض أميني له وظائف عديدة في الجسم.
و يحتاجه الجسم لصنع أكسيد النيتريك nitric oxide ، و هو مركب يساعد على استرخاء الأوعية الدموية ويسمح بتدفق الدم عبر الشرايين.
و في الدراسات الشاملة التي ثبت فيها أن الأرجينين إل L-arginine فعال في علاج الخلل الجنسي للإناث ، احتوى المنتج المعطى دائماً على مواد أخرى .
وقد تسبب هذا الأمر في استحالة معرفة ما إذا كان أي تحسن ناتج هو بسبب الأرجينين إل L-arginine نفسه أو بسبب المكونات الأخرى في الصيغة أو الوصفة الطبية .
داميانا Damiana :
الداميانا (Turnera diffusa) عشبة كانت تستخدم تقليدياً من قبل شعب المايا في أمريكا الوسطى لتعزيز الوظيفة الجنسية لدى الرجال والنساء.
يقال أنها مثيرة للشهوة الجنسية ، و منبه ، و محسن المزاج ، ومنشطة .
و يعتبر استخدام الداميانا كمنشط جنسي أمر مثير للجدل إلى حد ما لأنه لا يوجد أي دليل علمي على أنها ناجحة ، ومع ذلك فقد تم الترويج لها على نطاق واسع كمنشط جنسي.
يوهمبي Yohimbe (لا يوصى باستخدامه ) :
كان لحاء عشب اليوهمبي (Pausinystalia Yohimbe) يستخدم تاريخياً كعلاج شعبي للخلل الوظيفي الجنسي.و يسمى العنصر النشط في اللحاء بال يوهمبين yohimbine. و لم تجد الدراسات أن اليوهمبي فعال في علاج الاختلال الوظيفي الجنسي لدى النساء.
كما أنه لا يُنصح باستخدام اليوهمبي بسبب المخاطر الصحية الخطيرة.
هل يجب عليك استخدام الوصفات الطبيعية لعلاج الخلل الجنسي؟
في حين أن هناك العديد من العلاجات الطبيعية المتاحة لعلاج الخلل الجنسي للإناث ،إلا أنه يجب أن تكوني حذرة للغاية بشأن استخدامها.
و ذلك بسبب عدم وجود طريقة للتأكد من السلامة في استخدامها . كما أنه من المعروف أنه لا يتم تنظيم المكملات بشكل صارم للسلامة والفعالية من قبل إدارة الأغذية والأدوية FDA بالطريقة التي يتم بها وصف الأدوية والعقاقير التي لا تستلزم وصفة طبية.
كما يتوجب عليك أن تأخذي أيضاً بعين الاعتبار أنه لم يتم إثبات سلامة المكملات الغذائية في النساء الحوامل والأمهات المرضعات والأطفال والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية أو الذين يتناولون الأدوية. أما إذا كنتِ تفكرين في استخدام مكمل أو شكل آخر من أشكال الطب البديل الخاص بعلاج الخلل الجنسي ، فعليك بالتحدث مع طبيبك أولاً.