تباكى العقول
العقل زينة، لذا تزداد رصانة الأنسان وتتعاظم هيبته باتزان عقله. فالعاقل يعى ويدرك ويتخيل ويميز بين الأشياء…..ألخ. فالعقل عبارة عن ملف مضغوط مكون من مجموعة من القوى الإدراكية التي تتضمن أشياء كثيرة منها درجة الوعي، ومخزون المعرفة، وقوة التفكير والذاكرة والتذكر. فملكة الشخص الفكرية والإدراكية تجدها فى عقله، أشياء غير ملموسة ولكنها تترجم الى لغة ملموسة من المواقف والأفعال.
التصنيف العقلى == العقل البشرى هو مجموع العقل الواعى والعقل اللاواعى، جامعا فى هذا الأمر بين العمليات الاداركية وتلك اللادراكية. فى الحقيقة ان العمليات الادراكية نجدها فى حالة اليقظة وتدار من خلال العقل الواعى والتى تشكل من (5) الى (10%) من وظائف العقل. فى حين نجد أن العمليات اللادراكية نتلمسها فى أوقات معينة كالمنام والتى لا يستطيع الشخص أن يفرق فيها بين الواقع والخيال وهى التى تدار من خلال العقل اللاواعى والتى تشكل من (90) الى (95%) من وظائف هذا العقل.
الوظائف العقلية == بالفحص والتمحيص فى بوتقة العقل نجد وظائف هذا العقل التى تتمثل فى التركيز، التفكير، الإبداع، التخيل، تخزين المعلومات، الذاكرة، والنسيان. كانت نسبة هذه الوظائف عبارة عن 100% مقسمة ومرتبة بعناية تخطت كل قدرات البشر، هذه النسبة المئوية قد منحها الله عز وجل فى مجملها لكل البشر ولكن كان الاختلاف بين البشر فى التوزيع الداخلى لنسبة كل عنصر من عناصر هذه الوظائف. قدرات وسمات عقلانية اتخذت أشكال وصور مختلفة اختلفت باختلاف البشر وكأننا أمام معادلة كيميائية فيزيائية رياضية فرضت كل فروضها على كامل الحياة البشرية.
زمانية ومكانية العقول == قد لا ترتبط القدرة العقلية بمكان ما أو بزمان ما ولكنها قد تزداد فى الصعود بتوافر القوة الدافعة لها والتى تتمثل فى الرغبة المنظمة والمعتدلة فى التطوير لكل ما تقع عليه العين وتلامسه اليد. وهنا لكى تصبح القدرة العقلية نافذة ومؤثرة لابد أن يكون الهدف نبيل والوسيلة أنبل، ولن يتأتى هذا الا بكبح وهم العقول واعتقادها بأنها هى فقط التى تستطيع أن تفرق بين الصواب والخطأ دون غيرها. وهنا فقط تتباكى العقول ويتلاشى من الأفق كل شعاع للحقيقة لأن الوهم والوهم فقط قد أصبح سيد كل المواقف.
ديناميكية الوهم وتباكى العقول == الوهم هو آفة كل مكان وزمان، سحر الوهم لا يستطيع مقاومته بعض الأشخاص من من غلبهم هواهم فزاد وهمهم فاختل عقلهم ففقدوا تركيزهم وتخيلوا أنه لن يقدر عليهم أحد. وهنا فقط نصطدم بأعداء أنفسهم بل بالمفسدين الفاسدين الذى يشوهون كل ما هو طيب وجميل. يتوحش من اختل محتوى النسبة المئوية لوظائف عقله، مؤثرا وبشراسه على أصحاب العقول المتزنة، توحش متلازم مع تساقط دموع العقل الكاذبة والسعى الكاذب وراء الدقة فى أداء المهام. غباء منه فيه ينتشر كالسرطان فى جسد المجتمع الذى يراه بعينه المريضة أنه هزيل، سوء تقدير قد أحزن قلوب عقول متزنة تباكت على ظهور وصعود نجم فاقدى البصر والبصيرة.