لم يعد مصطلح العنف ضد المرأة من المصطلحات الغريبة هذه الأيام، خاصة وأننا نسمع حوادث كثيرة تكن فيها المرأة هي الضحية وكأن كل من تحمل صفة أنثى جريمة تعاقب عليها في حياتها، وفي هذا الموضوع سوف نتحدث عن الأسباب التي قد تؤدي لها السلوك العدواني، وكيف يمكن حماية المجتمع منه، بالإضافة لمعرفة الآثار السلبية للعنف ضد المرأة على صحتها وأسرتها.

العنف ضد المرأة

عرفت منظمة الصحة العالمية العنف ضد المرأة على أنه أي نوع من العنف الذي يقوم به الشخص على المرأة والذي قد ينتج عنه ضرر نفسي أو جنسي أو جسدي أو ربما يؤدي لمعاناة المرأة، وهذا العنف يشمل أيضًا تعر المرأة للإكراه أو التهديد على شيء ما أو حرمانها من حرية الاختيار سواء كان ذلك في حياتها العامة أو الخاصة.

العنف ضد المرأة مشكلة عالمية

وتعد مشكلة العنف ضد المرأة من المشاكل العالمية وليست مشكلة تنحصر على الشرق الأوسط فحسب، حيث يقول التحليل الذي أجرته منظمة الصحة العالمية أن ما يقارب 80 دولة أي حوالي ثلث نساء العالم يتعرضن للعنف من قبل شريكهن، كما ذكرت دراسات دولية أخرى بأن حوالي 205 من النساء تعرضت للاعتداء الجنسي عندما كن أطفالاً.

ما هي أسباب العنف ضد المرأة ؟

المرأة قد تتعرض للعنف بسبب عوامل اجتماعية أو اقتصادية أو معتقدات، أو بسبب العديد من العوامل والأسباب التي تؤدي في النهاية لنتيجة واحدة وهي العنف، وتتمثل تلك الأسباب في وجود عدد من الصفات في الشخص المعنف للمراة، حيث في الأغلب يكون الزوج كالآتي..

• تعرض الشخص العنيف لسوء معاملة في الطفولة.
• معاناة الشخص العنيف من مستوى تعليمي منخفض.
• التعرض للعنف الأسري.
• اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
• إدمان الكحوليات.
• الضعف وعدم قبول المساواة بين الرجل والمرأة وتقبل العنف.
• وجود تاريخ سابق من العنف.
• الخلافات الزوجية وعدم الرضا.
• وجود مشاكل في التواصل بين الزوجين.

أسباب حدوث الاعتداء والعنف الجنسي ضد المرأة

والمرأة قد تتعرض للاعتداء الجنسي الذي يعد من أقصى وأبشع أنواع العنف، وربما يعود السبب إلى..

• النظرة العامة لأفضلية الذكور.
• المعتقدات الخاصة بالشرف.
• ضعف العقوبات ضد العنف الجنسي.

الآثار الصحية المترتبة على العنف ضد المرأة

هناك بالطبع آثار سلبية تنتج عن العنف ضد المرأة وتلك الآثار لا تخص المرأة فحسب بل تشمل أطفالها وكل من له علاقة بها وذلك بسبب تعرض المرأة للعنف بأشكال عديدة، وتلك التأثيرات على صحة المرأة تكن كالآتي..

• الرغبة في الانتحار أو القتل.
• الإصابة بالجروح وقد تكون شديدة.
• الحمل غير المقصود.
• الإجهاض المتعمد.
• أمراض النساء.
• انتقال الأمراض الجنسية مثل الإيدز.
• ولادة جنين ميت.
• الولادة المبكرة.
• الاكتئاب والقلق الدائم.
• اضطرابات النوم.
• اضطرابات في الشهية.
• الشعور الدائم بالصداع والألم في الظهر أو البطن.
• التدخين بشراهة، وإدمان المخدرات.
• سلوكيات عنيفة.

تأثير العنف ضد المرأة على الأطفال

ويمتد تأثير العنف ضد المرأة ليصل إلى الأطفال، حيث يعاني الأطفال الذين يتعرضون للعنف أو مشاهدة العنف في منازلهم وهم صغارا إلى:

• التعرض لسلوكيات عنيفة قد يجعلهم يفعلونها في حياتهم لاحقًا أو في المدارس.
• ربما يؤدي ذلك إلى ارتفاع معدلات وفيات الرضع والأطفال وانتشار الأمراض.
• زيادة حالات العنف في المدارس.

الأثر الاجتماعي والاقتصادي للعنف ضد المرأة

والعنف ضد المرأة أيضًا له تأثير كبير على المجتمع حيث يؤثر اقتصاديًا واجتماعيًا في..

• عدم الحصول على الأجر.
• الرغبة في الانعزال وعدم القدرة على العمل.
• عدم المشاركة في الأنشطة المختلفة.
• الحصول على رعاية واهتمام أقل للأم والطفل.

كيف يمكن حماية المرأة من العنف ؟

ذكرت دراسات وأبحاث عديدة عن كيفية حماية المرأة من العنف في حالة حدوثه، وكيفية الاستجابة لهذا العنف، وما زالت حتى الآن هناك حاجة لبعض المصادر التي تقوي من تلك الاستجابة والحماية وعلى رأسها منع العنف من البداية.

كما وجدت دراسات عديدة نجاح برامج التوعية في المدارس بالدول الغنية ذات الدخل المرتفع في أن تقلل من حدوث وممارسة العنف ضد المرأة، لكن لم يتم تقييم ذلك بعد في البلدان النامية.

وهناك أيضًا العديد من البرامج الأخري مثل..

• التدريب على المساواة بين الجنسين وجمع ذلك مع برامج التمكين الاقتصادي للمرأة.
• تحسين مهارات الحفاظ على العلاقات بين الزوجين، وتطوير البرامج التي تساعد على التواصل بين الزوجين.
• عمل برامج توعية لخطورة الكحول والتقليل منها.
• تعزيز المساواة بين الجنسين ومعالجة التمييز ضد المرأة.
• دعم المرأة.
• التقدم نحو معايير ثقافية أكثر سلامة.
• تواجد استجابة صحية مناسبة من شأنها أن تلعب دور هام في منع العنف بالمستقبل.

في النهاية عزيزتي المرأة يجب أن تكوني دائمًا قوية وتبحثي عن حقوقك وتحصلي عليها ولا تجعلي احد يشعرك بأن تستحقين الأقل لأنك امرأة.