لا تحكم على أي شخص .. أبداً


 

لهذا السبب لا ينبغي أن تحكم على أي شخص ما لم تكن تعرف قصته.

غالباً ما تحدث خلافاتنا وأحكامنا الخاطئة حول الآخرين بسبب يقيننا أن لدينا المعرفة الكاملة بالقصة ،

ولأن منظورنا للأشياء بشكل أوسع لم يكن ببساطة ممكناً.

ولكن ، كم مرة كطفل تعلمت معلومة  صغيرة فقط لتكتشف فيما بعد أن هذه المعلومة لم تكن إلا غيض من فيض ؟

وعلى سبيل المثال، و في الوقت الذي كان يكبرفيه معظمنا، تعلمنا أن بلوتو Pluto كان يعد كوكباً ،

ومن ثم اكتشفنا أنه ما هو في حقيقة الأمر إلا عبارة عن كتلة صغيرة من صخور متجمدة،

ويشترك مع الكواكب الثمانية الأخرى في قواسم مشتركة أقل من تلك الموجودة في الأجسام المحيطة بها في حزام كويبر  Kuiper Belt (منطقة من النظام الشمسي خارج مدار نبتون،

يعتقد أنها تحتوي على العديد من المذنبات والكويكبات وغيرها من الأجسام الصغيرة المصنوعة إلى حد كبير من الجليد).

ثم تم تغييراسم بلوتو Pluto إلى "الكوكب القزم"  dwarf planet.

و لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا : ماذا حدث في المجتمع العلمي ليحصد بلوتو  Pluto هذين الاسمين المتباينين؟ 

و للإجابة على سؤال السابق ما عليك إلا الاستماع إلى مدرب الحياة المشهوروالمهندس والمتحدث الملهم غور جوبال داس Gaur Gopal Das وهو يوضح الأمر لنا ... 

 لا تحكم على الآخرين مطلقاً، أنت لا تعرف قصتهم !!... بقلم غور غوبال داس Gaur Gopal Das  .


 إن الأمر صحيح من الناحية الفنية و التقنية | لا تحكم أبداً

لمعرفة ما هو واضح وما هو مرئي يعني أنك تستخدم ما تعرفه بالفعل ليكون صحيحاً لتقييم الموقف.

ومن خلال استخدام مثال بلوتو Pluto الذي ورد أعلاه ، بدأ العلماء يدركون لدى اكتشافه في عام 1930 أنه لا يبدو وأنه يتناسب مع بقية الكواكب:

إذ كان أصغر بكثير وكان له مدار بيضاوي أكبر ولم يتشكل بنفس الطريقة التي تشكلت بها بقية الكواكب. ومع ذلك  ،

فقد كان أيضاً عبارة عن مجسم كروي يدور حول الشمس، فما الذي يمكن أن يكون عليه مالم يكن كوكباً ؟

و الأمر ذاته ، فعندما يكون لدينا معلومات محدودة متوفرة عن الآخرين،

فإن تكوين بعض الأفكار والآراء حولهم بناءً على تلك البيانات هو أمر طبيعي.

و هذا يعطينا قاعدة صلبة نبني عليها فهمنا لأولئك الذين يعيشون في الكون معنا، وهذا ما يسمى  باستخدام الحكم الجيد.


صحيح من الناحية العملية | لا تحكم أبداً

يعتبر تكوين فهم أساسي عن شخص أو موقف ما نقطة رائعة للبدء. و لكن ومع ذلك فإن الأمر يشبه تماماً عملية بناء منزلك .

فأنت لا تقوم ببناء أساس لمنزلك ثم تتوقف وتعلن أنه قد انتهى، إذ ليس من الجيد أيضاً أن تصدق أن فهمك لشخص آخر قد اكتمل بناءً على بعض المعلومات الأساسية التي اكتشفتها عنه.

فعندما نأخذ معلومة واحدة من سياق حياة الشخص بالكامل فإن ذلك يؤدي إلى سوء فهم ، الأمرالذي يؤدي أيضاً إلى أن تكون شخصاً مندفع لإطلاق الأحكام على الآخرين أو هذا الشخص judgmental  دون وجود أسباب كافية.

 ولرؤية الأمر من جانب آخر أكثر وضوحاً، ولمعرفة ما هو مخفي أو غير مرئي يعني أننا نبحث عن معلومات لا نعرفها بعد لتحديد الأسباب التي تجعل الشخص أو الموقف على ما هو عليه.

 وفي حالة بلوتو  Pluto،فقد واصل العلماء التنقيب واكتشفوا حزاماً كاملاً من الأجسام المماثلة التي تطفو في الفضاء حول الصخور المتجمدة و التي تقوم  بالتصرف تماماً مثله. وكما اتضح مسبقاً ،

لم يكن لدى بلوتو Pluto الكثير من القواسم المشتركة مع الكواكب الثمانية الأخرى في نظامنا الشمسي - لكن كان لديه عائلة كاملة من آلاف الأجسام التي تطفو في الفضاء و التي تشبهه كثيراً.

و يقول آلان ستيرن Alan Stern وهو باحث رئيسي في مهمة نيوهورايزن New  Horizons Mission Principal Investigator:

" لقد اعتاد أن يقال أن بلوتو كوكب هامشي. لكننا نعرف الآن أنه من أكثر الكوكب اكتظاظًاً بالسكان في نظامنا الشمسي." 


سد الفجوة | لا تحكم أبداً

كيف يمكنك استخدام الحكم الصحيح دون الانحدار إلى موقف إصدار الأحكام على نحو يوقف عملية النمو والتوسع؟ .

فالالتقاء في مكان يسهل عملية التفاهم هو أمر ممكن الحدوث .

وعندما يُنظر إلى الصراع على أنه فرصة للتعليم والتعلم ، وليس مجرد فرصة للتعليم فقط

،فإن هذا  من شأنه أن يفتح المحادثة على إمكانيات أوسع و أكثر جدة .

و إليك بعض النصائح التي ستساعدك في سد هذه الفجوة .

" إن حكمك على شخص ما لا يحدد ماهيته بقدر ما يحدد ماهيتك أنت " 


1- التعرف على الإشارات| لا تحكم أبداً

عندما يخوض شخصان صراعاً ما و يدوران في حلقاته المفرغة كإسطوانة مشروخة (للإشارة إلى التكرار الثابت والمزعج للشخص لبيان رأي معين)،

و لكنهما يفعلان ذلك باستخدام حقائق وتجارب أصلية و موثوق بها، فغالباً ما تكون هذه إشارة إلى أن كلاهما على حق على صعيد ما.

أما إذا شعرت أن الهدف ليس هو الهجوم وإنما هو بغرض الإخبار، فهذا يعتبر وقتاً عظيماً للتراجع خطوة و تعيد التفكير ثانية لفهم الجانب الآخر من القصة.

و لكن الموقف الآخرو الذي كثيراً ما يحدث هو عندما تسمع إشاعة ما فإنها و في الغالب  ستظهر كرأي حول شخص مدعوم و مستند إلى تفصيل ما أو اثنين .

و ستكون الغاية وراء ذلك ليست حل المشكلة الكائنة في العلاقة، ولكنها  لتلويث السمعة.

و إذا كنت قد لاحظت هذا السيناريو، فقد يكون من الجيد التفكير في احتمال وجود تكملة لهذه القصة أكثر مما تراه العين المجردة فقط.


2- اطرح بعضاً من الأسئلة "الاستكشافية" | لا تحكم أبداً

هناك كتاب رائع ربما تكون قد سمعت عنه يسمى "لغات الحب الخمسة"The Five Love Languages .

ويوجه المؤلف غاري تشابمان Gary Chapman في هذا الكتاب الناس لاكتشاف لغتهم العاطفية عن طريق طرح بعض الأسئلة الأساسية عن أنفسهم.

وبالمثل قد تكون هذه الطريقة جيدة عندما تحاول اتخاذ قرار ينطوي على تعارض أو وجهة نظر معينة.

ما الذي يمكنني فعله، والذي من شأنه أن يسمح لي بتوسيع دائرة الرأي لدي والتفكير خارج الصندوق؟

إن هذا يدور حول إمكانية تغيير وجهة نظرك، فطرح هذا السؤال على نفسك يفتح لك فرصة تعلم شيء جديد، حيث تعتبر أنت الآن جاهزاً للمضي قدماً نحو فهم أكبر.

 و هنا يأتي السؤال الذي يجب أن تطرحه : هل بإمكانك مساعدتي في فهم سبب تفكيرك بهذه الطريقة ؟

حيث إنني أشعر بالفضول لمعرفة المزيد.

إن طرح هذا السؤال على شخص آخر يساعد على نشر التفكير في الأنا " ego" ، والذي يتم التعبير عنه بـ "أنا على صواب وأنت مخطئ".

كما أنه يتيح لهم تقديم تفسير أكثر تفصيلاً عن وجهة نظرهم و الذي قد يؤدي أحياناً إلى لحظة "آها" ( لحظة الاكتشاف المفاجئ).

حيث أن هذا السؤال يمكن أن يساعد أيضاً على الاسترخاء وتكون أكثر انفتاحاً على طريقة تفكيرك أيضاً.

3- كن تلميذ الحياة | لا تحكم أبداً

إنه ومن خلال التعلم المستمر وتنمية قاعدة المعرفة لديك ، سيكون بإمكانك توسيع نظرتك للعالم لتكون أكثر إنفتاحاً على الأفكار الأخرى .

كما سيؤدي هذا إلى حلول أفضل للمسائل المثيرة للجدل ،

و ذلك لأنك تدرب "المركز التنفيذي" ‘executive center’  لدماغك، وهو الجزء المسؤول عن اتخاذ القرارات المتعلقة بالصورة الكبيرة التي تساعد على بناء جسر بين وجهات النظر المختلفة.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال