يحتاج الرجال إلى الاهتمام أكثر من احتياجهم لـ ممارسة الجنس


 

 قد يكون من الأسهل أن نقول أن الرجال "يريدون دائماً ممارسة الجنس" بدلاً من أنهم يريدون أن يشعروا بالرعاية و الاهتمام من قبل شركائهم.

و ربما تكون قد سمعت من قبل القول الشائع: "تحتاج النساء إلى الشعور بالحب لممارسة الجنس ، لكن الرجال بحاجة إلى ممارسة الجنس ليشعروا بالحب".

إنني لا أصدق ذلك اليوم، و دعني أخبرك لماذا لا أصدقه.

غالباً ما يتذكر زوجي اللحظة التي أدمنت فيها أمه الكحول، و قد خرجت حالتها عن السيطرة، لدرجة أنها توقفت عن رعايته و الاهتمام به. 

لقد كانت في حالة سكر شديدة، و هي تقوده عائدين  إلى المنزل لدرجة أنه اضطر إلى وضع يده على عجلة القيادة للتأكد من عدم  اصطدامها بأي شيء. 

و قد كان هذا هو اليوم الذي تحتم عليه أنه ينضج فيه و يقوم بدور الرعاية والاهتمام بنفسه اللذين يحتاج إليهما هو .

أما بقية العالم فقد تكفل بتعليمه دروساً أخرى، مثل: "الرجال لا يبكون ، فالبكاء للمخنثين، و الرجال الحقيقيون لا يطلبون المساعدة من أحد !"

و بالنسبة لزوجي و العديد من الرجال الآخرين مثله ، فإنني لا أعتقد أنهم بحاجة إلى ممارسة الجنس ليشعروا بالحب.

بل أعتقد أن الرجال يشعرون أن الجنس هو المكان الوحيد الذي يمكنهم فيه الحصول على بعض الرعاية التي هم في أمس الحاجة إليها.

و يعتبر الجنس أسهل طريقة يتنافس بها الرجال مع بعضهم البعض، فالأمر أدائي للغاية و تتظاهر فيه بأنك شيء آخر لا يشبهك.

و قد تتساءل مع رفاقك:

  • من الأقوى؟

  • من هو الذي تمكن من إقامة علاقة مع تلك الفتاة؟

  • من مارس الجنس معها بشكل أفضل؟  

  • و من مارس الجنس مع المزيد من الفتيات؟  

  • و كم مرة عادة تمارس الجنس؟

و يستمر هذا في سن الشيخوخة بالنسبة للعديد من الرجال ، ومن هنا تأتي إمكانية تسويق حبوب ضعف الانتصاب (التي قد يتناولها الرجال سواء  أكانوا مصابين بالضعف الجنسي أم لا).

و عندما يجعل الرجال الأمر كله يتعلق بالجنس فإن الأمر سيبدو "رجولياً"، بحيث يمنعنا ذلك المفهوم من قول شيء مثل: "أنا فقط أحب أن أكون ضعيفاً تماماً عند الاقتراب منها."


 و مع ذلك ، فإن الأمر لا يتعلق فقط بالجنس بالنسبة للرجال:

إذ أن  الرجال يريدون أيضاً الاسترخاء و محاولة تناسي الأزمات و الشدائد التي يحملونها بداخلهم ،أي أنهم يريدوا الحصول فقط على الرعاية و الاهتمام.

و بالنسبة لزوجي فإنه يحب أن أقوم بحك ظهره. و عندما يطلب ذلك ، فإنه لا يشعر أنه يتعين عليه أداء شيء معين أو إثبات نفسه.

بل إنه فقط يطلب شيئاً ما يساعده على الشعور بالراحة و الاسترخاء ، والقيام بذلك يعد عملاُ من الأعمال التي يظهر فيها شعوره بالضعف .

و إذا لم يشعر بالأمان معي حيال ذلك، فإنه سيقلق من أن أصفه بـ "المخنث" (أو ما هو  أسوأ)، أو أن أقول شيئاً مثل: "حك ظهرك بنفسك !"

لذا ، فإنه من الأسهل على الرجال "الرغبة دائماً في ممارسة الجنس" بدلاً من الاعتراف بأنهم يريدون أن يشعروا بالرعاية و الاهتمام من قبل شركائهم.

و  تماماً مثلما يجد الرجال صعوبة في الاعتراف بما هم في حاجة  إليه بالفعل ، فقد يكون من الصعب على النساء إعطاؤهم ذلك ، لكن القيام بذلك يفتح لكليهما علاقة أكثر ايجابية  وأكثر حميمية.

و فيما يلي الأسباب التي قد تجعل المرأة تعاني من هذا:


1. يمكن رعاية المرأة:

 كأم ، فأنا أعتني بالجميع باستمرار. و أنا أمسك بالأيدي، و أحتضن ، وأقبل وأستمع جيداً ، وأقضي وقتاً ممتعاً.

و من الممكن  أن يكون كل ذلك مرهقاً بحد ذاته.

 و بالنسبة لشريكي الذكر البالغ الذي يطلب بعد ذلك كله بعضاً من الرعاية ، فإن ذلك من الممكن أن يكون كثيراً بالنسبة إلي .

و أذكر أنني قلت مرة و قد كنت غاضبة للغاية : "هل تريد حك ظهرك؟  لماذا لا تحك بنفسك؟ أو : " هل يمكنك  رعاية الأطفال حتى أتمكن من الاستحمام ! "

 ولكن ، و لكي نكون منصفين ، فقد كانت بعض مشكلاتي تكمن في أنني لم أكن أطلب المساعدة.

فأنا و في نهاية المطاف لا أستطيع أن أتوقع أو أن أرغب من شريكي أن يطلب المساعدة مني إذا لم أكن على استعداد لفعل الشيء نفسه.

لذا فإنني أريد أن أكون قادرة على إعطاء شريكي الرجل ما يحتاج إليه ، و من ثم أن أكون في حاجة إلى طلب سيء منه و الحصول عليه   .


2. لا تريد النساء طفلاً "آخر":

إننا نسمع تلك الجملة طوال الوقت: "لست بحاجة لطفل آخر." ، وهذا ما تعبر عنه النساء . فهن يمتلكن أطفالاً  بالفعل ، ولا يحتاجون إلى رعاية أزواجهم أيضاً.

و من المعروف أن  النساء يقمن بالرعاية المنزلية و رعاية أطفال أكثر من الرجال ،و هذا في الواقع  ما تصرح به كل دراسة و تدعمه .

و لكن استمع إلى وجهة نظري:

ماذا لو كان الرجال يتصرفون مثل "الأطفال" من خلال عدم غسل الملابس ، وما إلى ذلك ، نتيجة عدم تلبية احتياجاتهم التربوية؟

إنه من المعقول أن نأخذ ذلك في الاعتبار.

 فعندما نكون غاضبين ولا نعبر عن ذلك ، فإن ذلك يبدو جلياً ويتمثل في أمور جانبية مثل:

اللكمات اللفظية أو المزح أو في عدم القيام بمهام معينة عن قصد.

و لكن : ماذا لو كان الرجال بحاجة حقاً إلى الرعاية ولأن هذه الاحتياجات لم يتم تلبيتها ، فإنهم يتصرفون مثل الأطفال بطرق أخرى؟

 فلا أحد يريد أن يكون مسؤولاً عن الأطفال الصغار بمحض ارادته، ولكن قد تتمكن النساء من مساعدة شركائهن بشكل أفضل من خلال إتاحة المجال لهم ليكونوا عرضة لخطر الاهمال حقاً.


3. يمكن أن يكون للمرأة توقعاتها الخاصة حول كيفية الصورة التي يجب أن يكون عليها الرجل:

أذكر أنه و في المرة الأولى التي رفضن فيها زوجي ممارسة الجنس معي ، ثم طلب مني بدلاً من ذلك فرك ظهره ،  أنني شعرت بالرعب.

 "ألم تعد تراني جذابة ؟"

  قال لي: "لا، بالطبع ما زلت أجدك جذابة".

 سألت بتردد : "لماذا لا تريد ممارسة الجنس معي ؟؟"

 لقد أحسن الرجال في إخبار الجميع بأن "كل ما يريدونه هو الجنس" لدرجة أنه في أي وقت قد لا يريد الرجل ممارسة الجنس ، يمكن للمرأة حينها أن تأخذ الأمر على محمل شخصي.

بل إنهن قد يشككن في "رجولة" أزواجهن ، و التي بدورها يمكن أن تجعل هؤلاء الرجال يشعرون بالخجل أو الذنب أمام زوجاتهم.

و قد تفضل النساء أيضاً صورة الرجل "القوي المتجهم" ، الرجل الذي لا يعبر عن أي مشاعر بداخله وبالتأكيد لا يحتاج إلى الرعاية .

بينما قد يكون من الصعب عليهم قبول هذا الرجل الذي يطلب تلبية احتياجاته ، خاصةً إذا بدا شريكهم صامتاً بشأن ما يحتاج إليه.

و هكذا ، فإن  الأمر يتطلب  قدراً كبيراً من الشجاعة لكل من الرجال والنساء لرؤية الرجال في صورتهم الجديدة .

و من الممكن أن يتم تخطي كل شيء تعلمه الطرفين من قبل، إلا أن الأمر يستحق عناء المحاولة حقاً لأن  ذلك يمكن أن تؤدي إلى علاقة عميقة ومودة حقيقية.




أحدث أقدم

نموذج الاتصال