ماذا يحدث لجسمك ودماغك عندما تتوقف عن أكل السكر ؟


 

يدخل السكر تقريباً في العديد من الأطعمة التي يتم تناولها، ولكن في الواقع هو جيد لصحتنا.

و عليك ان تتعامل مع نفسك بهذا الخصوص باعتدال و لطف.

و السؤال المهم هو، هل فكرت من قبل عما سيحدث عندما تتوقف -تماماً- عن أكل السكر؟

فهناك العديد من الأسباب التي تجعل من الصعب التخلي عن السكر، أولها أن مذاقه لذيذ، 

وثانيها أن السكر يعمل على تنشيط مستقبلات الأفيونات في الدماغ تلك التي تعمل على تشغيل نظام المكافآت العصبية.

و بمعنى أخر، فإن تناول السكر يساعد على تحسين الحالة العاطفية للفرد

ولكن تجدر الإشارة هنا، إلى أن الاستهلاك الزائد للسكر يؤدي إلى الكثير من المضاعفات والآثار السلبية مثل، الشعور بفقدان الطاقة والشعور الدائم بالصداع،

إلى جانب الاختلالات الهرمونية التي قد تصيب الجسم، (إذا أن إدمان السكر قد يكون له آثار كآثار إدمان الكوكائين  Cocaine 

ولكن رغم ذلك كله فلا يمكن اعتبار أن كل السكر مضر، فنحن في حاجة إلى التفريق بين السكريات المصنعة processed sugars والسكريات الطبيعية natural sugars الموجودة في الأطعمة الطبيعية مثل الفواكه والعسل والحليب غير المحلى.

أما السكر المكرر "السكروز" sucrose، الذي يتم معالجته من قصب السكر sugar cane و البنجر (الشمندر) السكري sugar beets، فهو سكر عالي المعالجة، كما صرحت مستشارة الصحة الغذائية سارة سيسكيند Sara Siskind.

إن السكر المصنع يحتوي على نسبة عالية من السعرات الحرارية calories و التي ليس لها أي قيمة غذائية حقيقية، على العكس من السكر الطبيعي الذي يحتوي على العديد من العناصر المغذية مثل المعادن minerals والفيتامينات vitamins.

تشكل السكريات المصنعة خطراً كبيراً على الجسم، و القرار متروك لك لتقرر فيما إذا كان الأمر يستحق ان تتذوقه أم لا..


لقد أصبحت السكريات المضافة هي السمة السائدة في العديد من الأطعمة، بداية من المخبوزات وزجاجات الصودا ونهاية بالوجبات الخفيفة الجاهزة،

ولكن قبل كل شيء دعنا نطرح عليك هذا السؤال، هل تشعر بحيوية والنشاط بعد تناول هذه الأطعمة؟.

وعلى الصعيد نفسه فقد صرحت أخصائية التغذية والمعلمة المعتمدة في مجال السكري وأيضاً مدربة الصحة المعتمدة في Blue Cross Blue Shield  من ميشيغان،

إنها جريس ديروتشا Grace Derocha أن هناك أكثر من 50 نوع للسكريات المصنعة والمنتجات الغذائية، و على الرغم من المذاق الشهي لهذه الأنواع إلا أن ذلك لا ينفي الأضرار الكبيرة التي تسببها لك.

ومن الأضرار التي قد يترتب عليها تناول هذا النوع من السكر (السكريات المصنعة)، أن الإكثار منه يؤدي إلى ارتفاع نسب السكر في الدم، الأمر الذي قد يترتب عليه زيادة سريعة في الطاقة، و الذي قد يترتب عليه العديد من الأضرار الأخرى أيضاً.

فمن المعروف أن الجسم يقوم بإفراز مجموعة من الإنزيمات enzymes  في الأمعاء الدقيقة لكسر السكر و تحويله إلى الغلوكوز glucose،

و لا يمكن اعتبار ذلك مشكلة -من حيث المبدأ- إذ أن غلوكوز الموجود في الكربوهيدرات يتم تحويله إلى مصدر للطاقة يمكن أن يستخدمها الجسم عند الضرورة.

و لكن المشكلة -كما تشير ديروتشا- في أن هذا الغلوكوز سيتم تحويله إلى دهون، و التي بدورها ستؤدي إلى زيادة في الوزن،

و من ثم إلى السمنة المفرطة إذا لم تنتبه إلى حصتك الصحية من البروتينات.


ماذا يحدث لجسمك ودماغك عندما تتوقف عن أكل السكر؟

قد تواجه صعوبة في التخلي عن تناول بعض الأطعمة المفضلة لديك، كالتوقف عن تناول الكولا المثلجة مع وجبة البرجر،

أو تناول أطباق الحلويات في الحفلات، حيث أن إلغاء السكر من نظامك الغذائي بشكل مفاجئ يؤدي إلى التأثير بشكل سلبي على صحة الجسم.

و الأمر نفسه الذي أشارت إليه العديد من الدراسات، حيث توصلت هذه الدراسات إلى أن العلاقة بين الفرد وبين التخلي عن تناول السكر، أشبه بالأثار الإنسحابية التي تصيب متعاطي المخدرات، عندما يتوقف عن تعاطيه.

و قد تشمل هذه الآثار أعراضاً مثل، الإرهاق والصداع الدائم وعدم التركيز والاضطرابات المعوية وغيرها من الأعراض الأخرى.


يسبب التخلي عن تناول السكر تغيراً مهماً في الحالة المزاجية للفرد، وخصوصاً إذا كان الجسم مدمن على السكر

أكد روبرت جلاتر Robert Glatter الأستاذ المساعد في طب الطوارئ في مستشفى لينوكس هيل Lenox Hill Hospital،

وأيضاً الحاصل على الدكتوراه في الطب، أن السكر يساعد على زيادة إفراز هرمونات الشعور الجيد، الدوبامين dopamine و السيروتونين serotonin  في الدماغ، و التي تساعد على تحسين الحالة المزاجية للفرد.

بمعنى أخر، كلما زاد استهلاكك للسكر ، كلما شعرت شعوراً طيباً و لو بشكلٍ مؤقت، أما إذا توقف الإنسان عن تناول السكر، فهذا الأمر لن يكون مريحاً أو ممتعاً لجسمه أو لعقله.

وعلى الصعيد نفسه فقد صرح جلاتر أيضاً، بأنه عندما تبدأ في التقليل من تناول السكر في نظامك الغذائي، فإن جسمك يبدأ في إظهار مجموعة من الأعراض الانسحابية  خصوصاً في الأيام الأولى

و من ضمن أهم هذه الأعراض الشعور الدائم بالانزعاج والغثيان، وقد يشعر العديد من الأشخاص بالحزن sadness والاكتئاب ، إلى جانب الشعور الدائم بالتعب والصداع، ولكن تبقى هذه الأعراض مؤقتة.

إذ أن الجسم يبدأ بعد ذلك، في العودة إلى حالته الطبيعية من حيث الشعور بالحيوية، وتحسن الطاقة بعد الأسبوع الأول وما يليه.



يتسبب السكر في حدوث التهاب للجلد، أما التوقف عن تناوله فيؤدي إلى بشرة نضرة وأكثر حيوية

أشار جلاتر إلى أن اتباع الحميات الغذائية التي تتضمن سكر "قطع حلوى أو كعك" يمكن أن يسبب طفرات في نسب الأنسولين insulin  في الجسم، الأمر الذي قد يسبب التهاب في الجلد.

كما أن تناول السكر يسبب أيضاً عدم انتظام في مستويات الكولاجين collagen في البشرة مما يفقدها حيويتها ويؤدي إلى التجاعيد المبكرة وظهور حب الشباب acne.

في حين التوقف عن تناول السكر يؤدي إلى عكس هذه الأثار، حيث يؤدي التقليل من مستويات السكر في الدم، مما يؤدي إلى زيادة نضارة البشرة عن طريق زيادة الكولاجين فيها.

و يؤكد جلاتر: "إن تقليل تناول السكر يمكن أن يساعد في تحسين لون البشرة complexion  عن طريق تقوية الإيلاستين elastin والكولاجين collagen وتقليل مستوى الالتهاب الموجود في البشرة".


يساعد التوقف عن تناول السكر إلى تحسين القدرة على النوم على المدى الطويل

يقول جلاتر: إن التوقف عن تناول السكر لن يحل مشاكل نومك خلال الليل مباشرةً، و لكن في غضون أسابيع قليلة من توقفك عن تناول السكر سوف تحظى بنومٍ عميق خلال الليل.

و ذلك لأن الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر المعالَج تقلل من النوم البطيء SWS slow wave sleep (النوم الهادئ الذي يجمع بين الذكريات و المعلومات اليومية)، و كذلك من نوم الريم REM rapid eye movement  و هي حالة نوم الأحلام.

و يضيف جلاتر أيضاً، أن التقليل من الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكر المعالَج، سوف يؤدي إلى الحصول على نوم منتظم كل ليلة، وسيقلل من عدد مرات الاستيقاظ اثناء الليل، و يحسن جودة النوم بشكلٍ عام.


يساعد التوقف عن تناول السكر في فقدان الوزن، مع مراعاة وجود متغيرات أخرى ترتبط أيضاً بفقدان الوزن


قبل الحديث عن هذا الأمر، لابد أولاً من الإشارة إلى، أن السكر ليس هو السبب الرئيسي في اكتساب الوزن الزائد، بل إن الإكثار من تناوله بشكل مفرط -فقط- هو ما يسبب اكتساب الوزن إلى جانب العديد من العوامل الأخرى.

فلابد من أن يكون إلى جانب التقليل من السكر ، مجموعة من العوامل الأخرى لكي تعمل المنظومة بشكل متكامل مع بعضها لإنقاص الوزن.

وقد أشار جلاتر إلى أن التقليل من تناول السكر، يؤدي على خفض الدهون في الجسم، الأمر الذي يترتب عليه فقدان في الوزن بشكل تدريجي خلال الأسابيع الأولى.

ولكن إذا كنت تأمل أنه، من خلال توقفك عن تناول السكر في نظامك الغذائي، أن تخسر الكثير من وزنك بشكلٍ سريع، فإن ذلك -لسوء الحظ- لن يحدث.

لأنك بحاجة إلى تناول البروتين وممارسة الرياضة بشكل مستمر إلى جانب التقليل من تناول السكر حتى تصل إلى هذا الهدف.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال