كلام جميل عن العيون
أريد
الرحيل لأرض جديدة، لأرض بعيدة.. لأرض وما أدركتها العيون ولا دنستها ذنوب
البشر.. أريد التنقل بين الكواكب يوماً أسافر بين النجوم ويوماً أنام بحضن
القمر.. وحيناً أغني كمثل الطيور وحيناً أظلل مثل الشجر.. أريد الرحيل
لأرض المحبة، أرض التسامح، أرض السلام لكل البشر..
أخاف العيون التي تستطيع اختراق ضفافي.. فقد تبصر القلب حافي.. أخاف اعترافي.
عيون المها بين الرصافة والجسر.. يجلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري.
إنني أحب المرأة التي تظهر النعمة في جميع خطواتها.. وصفاء السماء في عينيها.. والكرامة والحب في كل بادرة منها.
العين
والقلب جناحان للحياة هذه ترى الوجود على سطحه وهذه ترى الكون في أبعاده
وأعماقه ولذلك سميت عين الوجه باصره وسميت عين القلب بصيره.
قال بشار بن برد: يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحياناً قالوا بمن لا ترى تهذي؟ فقلت لهم الأذن تعشق كالعين توفي القلب ماكانا.
قال ابن الرومي: حسنها
في العيون حسن جديد فلها في القلوب حب جديد.. أهي شيء لا تسام منه العين
ام لها كل ساعة تجديد.. فهي حسب العين من نزهتها وهي حسب الأذن من مصر
بها.. تشرع اللألحاظ في وجنتها فتلاقي الري في مشربها.
هناك أنواع كثيرة من العيون.. حتى أبو الهول له عينان.. وبالتالي فإن هناك أنواع كثيرة من الحقائق وبالتالي فليس هناك حقيقة.
أقسم
بها الواثقون بقولهم وعينيك.. اختلى بها المتبارون فصاحوا لعينيك.. تمثل
بها المثبطون فقالوا عين لا تقبل المخرز.. تشاؤم منها الواهمون فقالوا
أصابته أو ضربته عين المراقب يقول عيني عليك.
العين
أم الحواس، لا تقوم المقدرات إلا بعد أن تمر على ميزانها تساعد الشم على
جلاء الرائحة وتشرك الأذن في تصور المسموع، تمد اليد اللسان لتقدير النعومة
أو الخشونة أو الطعم والمشارب، ويبقى كل جمال ناقص المقدار ما لم تستوعبه
العين، ومن هنا عبروا عن العين بالجوهر، والذات أغلى المغتنى فقالوا عين
الشيء حقيقته، وعين نفيسه.
الشعراء
اذكياء حين عبروا بالعين عن فهم، والتصور، السمع، الشم اللمس والتذوق،
فالحواس بها جميعاً تكون حواساً وبدونها تتعب كل حاسه في تصور الوجود، وإذا
فقدت العين الباصره نبتت مكانها تعويضاً عنها واحدة تسمّى البصيرة أذن
العين مختصة بالكل.