العلاقات الصحية : ما هي مهارات حل النزاعات ؟


 

مهارات حل النزاعات من أجل علاقات صحية

يعتبر الصراع جزءاً يمكن التنبؤ به في جميع العلاقات تقريباً.

و بإمكانه أن يكون مصدراً خطيراً للتوتر أيضاً .

و لذلك ، فإنه من المهم إيجاد حل في معظم النزاعات .

وقد يبدو هذا كلاماً واضحاً ، إلا أن هناك الكثير من الناس الذين  يقمعون غضبهم أو "يمضون في طريقهم".

و يعتقد البعض أنهم و من خلال معالجة الصراع ، فإنهم يخلقون صراعاً آخراً ، ولذلك فإنهم يبقون ببساطة صامتين عند الانزعاج .

و تعتبر هذه الاستراتيجية لسوء الحظ ، ليست صحية على المدى الطويل .

و يمكن أن يؤدي الصراع الذي لم يتم حله إلى الاستياء (و الغيظ) و صراع إضافي لم يتم حله في العلاقة .

والأهم من ذلك ، يمكن أن يكون للنزاع المستمر تأثير سلبي على صحتك وطول عمرك.

و لسوء الحظ ، يمكن أن يكون حل النزاع صعباً أيضاً.

و يمكن أن تؤدي محاولات حل النزاع ، و التي يتم التعامل معها بشكل غير صحيح ، إلى تفاقم النزاع فعلياً .

و على سبيل المثال ،  فقد درس الباحث جون جوتمان  John Gottman وزملاؤه طريقة شجار الأزواج ، وقد كان في الواقع بإمكانهم التنبؤ بالأزواج الذين سيستمرون  في صراعهم  لينتهوا إلى الطلاق من خلال ملاحظة مهاراتهم في حل النزاعات - أو افتقارهم إليها .

(ملاحظة : يجب على الأزواج الذين ينتقدون باستمرار شخصية شريكهم ، أو يقومون بإخراسهم خلال الجدال بدلاً من العمل من خلال النزاع بطريقة استباقية ومحترمة ، الانتباه إلى ذلك ).

 أما بالنسبة لأولئك الذين لم يولدوا في عائلة تم فيها نمذجة مهارات حل النزاعات بشكل يومي (و- دعونا نواجه الأمر- كم كان عددنا في هذه الحال ؟) ، إليك بعض الإرشادات لجعل حل النزاع أكثر بساطة وأقل إرهاقًا :


تواصل مع مشاعرك :

هناك عنصر مهم في حل النزاعات يشملك أنت فقط - و هو يكمن في معرفة الكيفية التي تشعر بها و السبب الذي يجعلك تشعر بهذه الطريقة.

و قد يبدو أن مشاعرك يجب أن تكون واضحة لك بالفعل ، ولكن هذا ليس هو الحال دائماً . ففي بعض الأحيان تشعر بالغضب أو الاستياء ، و لكنك لا تعرف السبب. و في أحيان أخرى ، تشعر أن الشخص الآخر لا يفعل ما "يجب" ، و لكنك لا تدرك تماماً ما تريده منه ، أو حتى إذا كان ما تريده منه أمراً أو شيئاً معقولاً .

و من الممكن أن تكون كتابة اليوميات طريقة فعالة للتواصل مع مشاعرك وأفكارك وتوقعاتك حتى تكون أكثر قدرة على إيصالها إلى الشخص الآخر. حيث تثير هذه العملية في بعض الأحيان بعض المشاكل الجسيمة جداً ، وقد يكون العلاج النفسي مفيداً.


صقل مهارات الاستماع الخاصة بك :

عندما يتعلق الأمر بالحل الفعال للنزاع ، فإن مدى فعالية الاستماع على الأقل لا يقل أهمية عن مدى فعالية التعبير عن أنفسنا .حيث يعتبر من الضروري فهم وجهة نظر الشخص الآخر ، أكثر من وجهة نظرنا فقط و ذلك في حال أردنا التوصل إلى حل.

و في الواقع ، فإن مجرد مساعدة الشخص الآخر على الشعور بأنه مسموع ومفهوم يمكن أن يقطع أحياناً شوطاً طويلاً نحو حل النزاع.  حيث يساعدك الاستماع الجيد أيضاً على أن تكون قادراً على سد الفجوة بينكما ، وفهم مكان انقطاع الاتصال الحاصل بين الطرفين المتنازعين  ، إلخ .

و لكن و لسوء الحظ ، فإن الاستماع النشط هو مهارة لا يعرفها الجميع ، ومن الشائع أن يعتقد الناس أنهم يستمعون ، بينما في رؤوسهم يقومون بالفعل بصياغة ردهم التالي ، أو يفكرون بأنفسهم مدى خطأ الشخص الآخر ، أو يفعلون أشياء بخلاف محاولة فهم منظور الشخص الآخر.

كما أنه من الشائع أيضاً  أن تكون دفاعياً ومتجذراً أو متمسكاً بوجهة نظرك الخاصة بحيث لا يمكنك سماع وجهة نظر الشخص الآخر.


تدرب على الاتصال الحازم :

إن التعبير عن مشاعرك واحتياجاتك بوضوح هو أيضاً جانب مهم من حل النزاعات. فالشيء المهم الذي يجب تذكره هو أن تقول ما يدور في ذهنك بطريقة واضحة وحازمة ، دون أن تكون عدوانياً أو تضع الشخص الآخر في موقف دفاعي.

و تتمثل إحدى إستراتيجيات حل النزاعات الفعالة في وضع الأمور في السياق الذي تشعر به أكثر من اعتقادك بأن الشخص الآخر هو المخطئ ، و ذلك عبر استخدامك  لعبارات مثل  "أشعر".


ابحث عن حل :

بمجرد أن تفهم وجهة نظر الشخص الآخر ويقوم هو بفهم وجهة نظرك ، عندها سيكون الوقت قد حان لإيجاد حل للنزاع - وهو حل يمكن لكلاكما التعايش معه. و قد تظهر في بعض الأحيان إجابة بسيطة وواضحة بمجرد أن يفهم الطرفان وجهة نظر الشخص الآخر. و

في الحالات التي كان فيها الصراع قائماً على سوء فهم أو افتقار إلى نظرة ثاقبة لوجهة نظر الآخر ، يمكن أن يؤدي الاعتذار البسيط إلى عجائب ، كما يمكن أن تؤدي المناقشة المفتوحة إلى تقريب الناس من بعضهم البعض.

أما في أوقات أخرى ، فقد يتطلب الأمر القيام بأمور أخرى  .

ففي الحالات التي يوجد فيها تعارض حول قضية ما ولا يتفق الطرفان ، سيكون لديك بعض الخيارات: في بعض الأحيان يمكنك الموافقة على عدم الموافقة ، وفي أحيان أخرى يمكنك إيجاد حل وسط أو الوصول إلى تسوية معينة  ، وفي حالات أخرى يمكن للشخص الذي يشعر بمزيد من القوة حول مشكلة ما  ،أن يشق طريقه من خلالها ، و ذلك على أساس أنه سيتنازل في المرة القادمة.

و هذا فإن الشيء المهم هو الوصول إلى مكان التفاهم ومحاولة صياغة الأمور بطريقة تحترم جميع المعنيين بالمشكلة أو النزاع .


معرفة و إدراك متى لن تنجح الاستراتيجيات في  حل النزاع  :

نظراً للضريبة التي يمكن أن يتسبب فيها الصراع المستمر من شخص ما ، فإنه يُنصح أحياناً بوضع مسافة ما في العلاقة أو قطع العلاقات تماماً .

و من الممكن أن تأخذك تقنيات حل النزاعات البسيطة فقط بعيداً جداً و ذلك في حالات الإيذاء الجسدي ، و لذلك يتوجب عليك أن تجعل السلامة الشخصية أولوية بالنسبة لك .

و  من ناحية أخرى و عند التعامل مع أفراد الأسرة الصعبين ، ، يمكن أن يؤدي إضافة بعض الحدود و تقبل حدود الشخص الآخر في العلاقة إلى تحقيق بعض السلام.  أما في حال الصداقات غير الداعمة أو التي تتميز بالنزاع المستمر ، فقد يكون تركها مصدراً رائعاً لتخفيف التوتر .و يمكنك فقط أن تقرر ما إذا كان يمكن تحسين هذه العلاقة ، أو يجب تركها.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال