العلاقات الصحية بين الأزواج: 3 عوامل رئيسية
ثلاثة عوامل رئيسية يجب أن تكون عليها العلاقات بين الأزواج، حتى تكون قوية و بصحة جيدة ، هذا ما اكتشفته الدكتورة سو جونسون Dr. Sue Johnson ، دكتورة الطب النفسي الإكلينيكي، و مبدعة العلاج المرتكِز على العاطفة (EFT emotionally focused therapy) لـ الأزواج ،.
و تلاحظ أنه عندما يتجادل الأزواج مع بعضهم البعض، فإن هذه العوامل تكون إحدى هذه الحجج التي تغلي الدم ، و ليس أن الخلاف و الجدال بين الأزواج يتعلق بغسيل الأطباق أو رمي القمامة أو حتى المال ، كما يعتقد الكثير من الأزواج.
فعندما تكون العلاقات غير آمنة و يشعر الشركاء بالانفصال عن بعضهم البعض ، فإن أي نوع من المحتوى يقدم أسباباً مهمة و أساسية للخلاف و النزاع.
و مع ذلك فإن هذا المحتوى ، ليس ما تدور حوله المعركة. بل ما يتجادل الأزواج (الشركاء) حوله هو السؤال الأساسي "هل أنت موجود من أجلي؟"
يسأل الشركاء بعضهم البعض "هل أنت موجود من أجلي؟"
تقدم جونسون لـ الأزواج خريطة طريق لتأمين العلاقات بينهما، من خلال العلاج المرتكز على العاطفة EFT لمساعدتهم على الإجابة على السؤال "هل أنت موجود من أجلي" بالإيجاب.
و تنبه إلى أن العوامل الثلاثة التي يجب أن يجاب عنها بـ "نعم" على هذا السؤال الرئيسي .
إن العوامل الرئيسية في العلاقات بين الأزواج المبنية على أساس متين هي:
- إمكانية الوصول
- و الاستجابة
- و المشاركة العاطفية.
و بالتالي إذا كنت ترغب في تحسين علاقتك مع شريكك، فابدأ في التركيز على زيادة جودة هذه العوامل الثلاثة مع بعضها البعض.
إمكانية الوصول Accessibility
إن العنصر الأساسي الأول في العلاقات الصحية بين الأزواج هو إمكانية الوصول.
نعم بالتأكيد يحتاج الأشخاص إلى الشعور بأن شريكهم متاحاً لهم ، و بالفعل يجب أن يكون الشريك متاحاً.
و بالتالي من أجل زيادة إمكانية الوصول في علاقتك ، انتبه إلى شريكك و كن حساساً لطلبه إذا كان يبدو أنه يحاول الوصول إليك.
و بالطبع قد يكون من الصعب في كثير من الأحيان التواصل في أوقات قطع الاتصال ، لذلك قد يحاول شريكك الوصول إليك بعد نزاع و خلاف معين، و لكن بطريقة سهلة. و ما عليك سوى أن تحاول أن تكون منفتحاً على ذلك.
من المهم أيضاً أن تكون متاحاً للاستماع فقط ، لا أكثر.
إذ، في كثير من الأحيان يريد الناس فقط أن يسمعهم شركاؤهم ، و يكونون في توق شديد إلى التعاطف ، لكنهم يحصلون على حل غير مرغوب فيه.
و كنصيحة يمكنك زيادة إمكانية الوصول بمجرد الاستماع و التحقق مما يشعر به شريكك. و بالتأكيد فإن الشريك سيشعر بشعور جيد عندما يلاحظ الاهتمام بالاستماع من طرفك.
الاستجابة Responsiveness
العنصر الرئيسي الثاني في العلاقات القوية بين الأزواج هو الاستجابة.
قد يبدو هذا واضحاً ، لكني سأشرحه على أي حال. عندما يحاول الشريك التقرب منك -بعد خلاف معين- استجب.
و إذا لم تكن متاحاً بالفعل لأنك تقوم بشيءٍ آخر ، فأخبره و طمأنه بأن مخاوفه تهمك.
ابحث عن وقت لاحق يمكنكما فيه الاجتماع معاً لمناقشة القضية و الوفاء بالتزامك حيال مخاوفه.
و بالفعل عندما يبدأ الشركاء في تجميد الطرق بين بعضهم البعض و لا يستجيبون لبعضهم البعض ، فإنهم يفتحون علاقاتهم على جميع أنواع الاحتمالات الإشكالية.
و بالتأكيد فبدلاً من ذلك ، ابق على اتصال من خلال الاستجابة المباشرة الفعالة.
الارتباط العاطفي
العنصر الرئيسي الثالث في العلاقات الصحية بين الأزواج هو الارتباط العاطفي.
إن العواطف لم تكن دائماً مفهومة بشكلٍ جيدٍ ، و لكن المزيد من الأبحاث تؤدي إلى فهم متزايد لها.
و هنا تجادل جونسون بأن الحب هو في الواقع رابطة عاطفية أكثر من أي شيء آخر ، و يبدو أن الأبحاث في علم الأعصاب و علم النفس و علم الأحياء تدعم هذا الادعاء
كما توضح في كتابها حاسة الحب: العلم الجديد للعلاقات الرومانسية Love Sense: The Revolutionary New Science of Romantic Relationships. لذلك ، من الضروري أن يتفاعل الشركاء عاطفياً مع بعضهم البعض.
و بالطبع ليس من المهم فقط الاهتمام بتجربة شريكك العاطفية ، و لكن يجب عليك أيضاً إخباره بما تشعر اتجاهه.
فكلما زاد ارتباط الشركاء ببعضهم البعض عاطفياً ، كلما زادت قوة روابطهم و علاقتهم.
لا يجب الانتباه إلى مشاعر و عواطف الشريك فحسب، بل يجب التصريح عن مشاعرك لشريك. إذ أن التصريح عن المشاعر بأريحية من شأنه أن يرفع سوية و متانة العلاقات بين الأزواج.
و في المرة القادمة التي تخوض فيها تلك المعارك و الخلافات -التي تغلي دمك- مع شريكك ، توقف ، خذ نفساً عميقاًن و اسأل نفسك عما تتشاجر معه حقاً.
فمن المحتمل أنكما تجهدان نفسيكما لمعرفة ما إذا كنتما متواجدين لبعضكما و ما مدى أهمية كل منكما للآخر.
و عليه قم بزيادة إمكانية الوصول و الاستجابة و التفاعل العاطفي مع بعضكما البعض ، و بالتأكيد سوف تبدأ بالتغلب على ظروف هذه النزاعات بشكلٍ أسهل ، حيث أنها ستتمحور حول الأطباق ، و القمامة ، و بالطبع المال.