التواصل مع الشريك : كيف يكون لديك تواصل عظيم مع شريكك ( حتى بعد قدوم الأطفال )


 

بالتأكيد إن التواصل العميق و العظيم مع الشريك أمرٌ ممكن جداً. و على الرغم من معايير ثقافتنا المتدنية نسبيًا وتصوير وسائل الإعلام الأقل إلهاماً للتواصل في العلاقات طويلة الأجل ، إلا أننا نحب و نرغب بفعل شيء أفضل في العلاقة مع الشريك.

و هنا في مقالنا يقدم مدرب الحياة الشمولية بوعي، مايتال فيليبس Maytal Phillips عروضاً و التي هي عبارة عن رؤى و أفكار عملية، و التي سيكون من السهل وضعها موضع التنفيذ على الفور ...

جميعنا قد سمع و لألف مرة: أن المفتاح لعلاقة عظيمة و رائعة هو التواصل الرائع و العظيم. و يبدو الأمر سهلاً بما فيه الكفاية ، أليس كذلك؟ 

حسناً ، أين تنهار هذه المهمة التي تبدو بسيطة في اللحظات؟ 

في استطلاع للرأي شمل مائة 100 متخصص ، قال 65 منهم أن قضايا التواصل الفعال هي السبب الأول للطلاق.

و نظراً لطبيعة حياتنا و الضغوط التي تؤدي إلى التوتر اليومي (الذي يعتبر جنونياً بالمقارنة بالزمن الماضي -قبل خمسين سنة) ، فليس من المستغرب أن تكون قدرتنا على التواصل مع شركائنا قد أدت إلى خسائر فادحة جداً.

فبين العمل ، و الأطفال ، و وسائل التواصل الاجتماعي ، و الرد على رسائل البريد الإلكتروني ، و قوائم المهام ، وحتى التمارين الرياضية، تمتلئ حياتنا بمزيد من النشاط أكثر من أي وقت مضى - وهذا يدفع بدوره إلى العديد من الأنشطة الأعمق التي لم تشهدها الأجيال السابقة.

كيف تتواصل بفعالية و بحب مع شريكك

فيما يلي خمس 5 خطوات حول كيفية التواصل الرائع و المثمر مع شريك حياتك بغض النظر عن ما يمليه عليك يومك / أسبوعك / شهرك:

1 - إن التواصل لا يعني التحدث على الإطلاق

ربما يعتبر ذلك بالنسبة لك صدمة ، وأنا أعلم ذلك! 

و لكن التواصل العظيم يدور حول كيفية الاستماع Listening لبعضكم البعض. ألا تلاحظ أنك في كل مرة تتحدث فيها مع شريك حياتك تجد نفسك بأن تتنظر أن تتكلم و لا تستمع!!

فأنت تشعر بالحاجة الملحة إلى الاستجابة ، وإذا أمعنت النظر في ذلك، فستبدو فقط كأنك مستمع غير موجود على الإطلاق، غير حاضر. 

و بالتأكيد فإن الاستماع هو هبة عظيمة تقدمها للشخص الآخر. إنها أيضاً مهارة اجتماعية مهمة يمكن تحسينها.

و تعتبر ممارسة الاستماع من أحد التمرينات البسيطة للوصول لحالة مقبولة من هذه المهارة – و لكن الاستماع بشكلٍ حقيقي دون أية أفكار أو أحكام أو دفاعات أو تعدد مهام.

2 - حدد المسافة بينك و بين شريكك

 نسمع دائماً بمصطلح "حافظ على مسافة أمان بينك و بين الآخر"،. و بالتأكيد فهناك العديد من العناصر التي تتم مناقشتها بشكل شائع حول التواصل – و خاصة الطبقات اللفظية وغير اللفظية.

و هناك أيضاً طبقة اللاوعي تتضمن أفكارك ومشاعرك وتجاربك حول الشخص الآخر.

و تعتبر هذه الطبقة غائبة عن الأنظار ، و هي بالتأكيد تعتمد على الماضي. وما لا ندركه بالفعل هو أن وجهات نظر شريكنا هذه تؤثر على طريقة تواصلنا معه.

فإذا كنت تنظر إلى شريكك على أنه شخص كسول أو أنه يخذلك ، فستتواصل مع هذا الأمر داخل عقلك في البداية.

أما إذا وضعت شريك على قاعدة المماثلة و التساوي مع نفسك ، فلن يكون هناك أي حرج في أي شيء يقوله أو يفعله.

و بالتالي فإن مفتاح الممارسة هنا هو التخلي عن كل ما هو موجود في فضاء عقلنا الباطن قبل التواصل Communication.

و هذا لا يعني أنك لا تتأذى من التواصل غير الصحيح، أو أن يكون لديك مشكلة تدفعك لعدم التواصل. و لكن تخيل أنك قابلت شريك حياتك اليوم، عندها ستكون قادراً على إنشاء مساحة واضحة و رائعة حيث يمكنك، استحضار كل الكلام الطيب، والفضول للحديث معه، و الذي (الكلام الطيب) قد لا يكون متاحاً بعد أن قضيتما معاً العديد من السنوات. 

ما عليك إلا أن تتدرب على التخلي عن الأفكار المسبقة و ستلاحظ طبيعة التواصل الرائع الذي سيحصل بعد ذلك.

3 - لا تدقق كثيراً بل كن قادراً على هضم التواصل

من أجل خلق مساحة واضحة و حيوية حاضرة للتواصل ، تحلى بالشجاعة لقول الأمور الجيدة و السيئة و القبيحة. و كما هو معلوم فإن القول اسهل من الفعل!

إلا أن هذا لا يعني أنك تتقيأ كل شيء خاطئ في الحياة نحو شريك حياتك. إنما يعني ذلك أنك تقوم ببعض عمليات البحث داخل النفس، وتتحدث بشكل فعلي عن ما يزعجك - حتى لو كنت لا تعرف كيف سينتهي الأمر. 

و بالتأكيد فالتواصل ليس جميلاً دائماً ، ولكن من الأفضل بشكلٍ دائم، البدء بالمحادثة و المصارحة، بدلاً من أن تتفاقم الأمور، و بالتالي تؤثر على كل إمكانية للتواصل قد تحاول الشروع به.

ولكن ماذا لو كنت في الطرف الآخر – أي أنك أنت الذي ستستمع إلى شيء غير مريح أو قد لا يعجبك؟ ،.

إن هذا المكان هو الذي يحدث السحر في التواصل. فمن خلال استماعك الفعلي إلى ما يجب أن يقوله الشخص الآخر (حتى لو كان ذلك صعباً) ، و السماح لصوته بأن يكون مسموعاً ، فإنه يمكنك بعد ذلك معرفة ما يتوجب عليك فعله.

و بالفعل فإنه بدون ذلك الانزعاج الأولي ، سيكون هناك فرصة قد تلوح بالأفق لحل المشكلة. و قد تحتاج إلى العديد من المحادثات للتواصل بشكل فعال، للوصول إلى حل مناسب للمشكلة.

4 - خصص وقتاً للتواصل الفعال

قد يبدو هذا الأمر بسيطاً ، إلا أن تحديد وقت للمشي أو قضاء بعض الوقت بدون أجهزة إلكترونية يعد قراراً شجاعاً و حيوياً.

ربما سيكون تحديد موعد لمناسبة مضت، أو حتى تحديد الوقت لتجميع كل ما حدث على مدار الأسبوع ، دافعاً للتحدث عن الأمور الصغير -من خلال التواصل الفعال- قبل أن تتفاقم. و من المفيد تحديد مدة و لو كانت قصيرة (ثلاثون دقيقة مثلاً) لتتمكنا من التواصل و الاستماع لبعضكما البعض.

5 - إن التواصل عن طريق الرسائل النصية غير مُجدٍ

إن أسوأ شيء يمكن أن تفعله هو التواصل حول شيء مهم ، من خلال الرسائل النصية. 

ربما قد تتساءل كيف يكون هذا ممكناً في الوقت الذي يتم فيه التواصل حول كل شيء عبر النص ؟ 

إن المداومة على التراسل بالرسائل النصية يخلق حواجز مع شريك حياتك. و بالتأكيد لا توجد فرصة للشخص أن يشعر بأن الطرف الآخر يسمعه، أو أنه من الممكن أن يشارك بالاستماع الفعال عبر الرسائل النصية.

و كما ذكرنا فإن الاستماع و المشاركة بالسماع هما مكونان رئيسيان في حدوث هذا الاتصال السحري بين الشريكين.

و أخيراً فإن التواصل الرائع great communication هو شيء يتم خلقه بفاعلية بين الشركاء. فهو أداة و وظيفة نشطة ، و حية ، و تعطي الكثير من الأكسجين في كل العلاقات و خصوصاً العلاقة مع الشريك.

و من المهم أن تتذكر أن التواصل ممارسة practice، وكلما تواصلت بفعالية ، كلما أصبح التواصل أسهل و أكثر عمقاً.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال