ما حقوق الزوجة على زوجها ؟
حيث أن السيدة عائشة رضي الله عنها، زوجة نبي الإسلام محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، قالت “دخلت هند بنت عتبة، امرأة أبي سفيان، على رسول الله عليه الصلاة والسلام، فقالت: يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بني، إلا ما أخذت من ماله بغير علمه فهل علي في ذلك من جناح؟ فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: خذي من ماله بالمعروف، ما يكفيك ويكفي بنيك).
حقوق الزوجة
ومن ثم فإن ذلك الحديث يؤكد أن على الزوج حقوق يجب عليه أداءها تجاه زوجته، حيث أن النفقة مثلا تعتبر واحدة من حقوق الزوجة على زوجها، فإن بخل عليها أو لم يقم بالإنفاق عليها بحسب ما تحتاج إليه يجوز لها أن تأخذ من ماله لكي تسد النقص الذي حصل وفق العرف، ويجب عليه في المقام الأول أن يمنحها حقوقها ثم بعد هذا يأخذ حقوقه منها بحسن التعامل وطيب المعشر، وفي ما يلي نتحدث عن حقوق الزوجة على زوجها، وآلية حصولها عليها إن منعها الزوج منها.
المهر
يعتبر المهر حقًا خالصًا للزوجة ولا يجب أن تكون مكلفة بشراء أي شيء أو لوازم به من أجل تجهيز بيت الزوجية أبدا، حيث أن الله تعالى قال في كتابه العزيز: طواتوا النساء صدقاتهن نحلة ۚ فإن طبن لكم عن شيء منه نفسا فكلوه هنيئا مريئا”.
الصبر والتجاوز عن هفوات الزوجة وأخطائها
يجب أن يصبر الرجل على زوجته، وذلك بألا يكرهها بسبب طباعها أو السيء من أخلاقها، حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، “استوصوا بالنساء خيرا؛ فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه؛ فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج؛ فاستوصوا بالنساء خيرا”، كما أن نبي الإسلام عليه أفضل أفضل الصلاة والسلام قال “لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقا رضي منها اخر أو قال: غيره”.
تعليمها أمور الدين الإسلامي
يجب أن يسمح الرجل لزوجته بأن تتعلم أمور دينها وأن تحضر مجالس العلم للمشايخ وأهل العلم، إذ أن الله سبحانه وتعالى قال “يا أيها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون”.
تجنب إيقاع الأذى بها
يجب أن يتجنب الرجل إيقاع الأذى بزوجته، من خلال عدم إهانتها مثل الضرب المبرح أو السب وغيرها من الإساءات، إذ أن رجلًا أتى على رسول الله وسأله “يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا؟ قال أن تطعمها إذا طعمت، وتكسوها إذا اكتسيت، ولا تضرب الوجه، ولا تقبح”.
الوفاء لها
يتعين على الرجل أن يكون وفيًا لها، حيث أنه يجب أن يكون مخلصًا لزوجته وألا ينسى عشرتها حتى إن ماتت أو طلقت منهن إذ أن الله سبحانه وتعالى قال “ولا تنسوا الفضل بينكم ۚ إن الله بما تعملون بصير”، كما عليه أن لا يعايرها بأي عيب فيها وألا يقوم بإفشاء أي سر خصته به.
حسن المعاشرة بالمعروف
يتعين على الرجل أن يكون حريصًا على حسن العشرة مع الزوجة، وذلك من خلال إكرامها ومداعبتها والترفق بها، إذ أن الله سبحانه وتعالى قال “وعاشروهن بالمعروف ۚ فإن كرهتموهن فعسىٰ أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرًا”، بالإضافة إلى العناية بالتعامل معها برحمة والاهتمام بتطييب خاطرها، وكف السوء والأذى، وكل هذا من شأنه أن يقوم بتحقيق المودة والرحمة بينهما.