5 أسئلة يجب أن تطرحها على نفسك قبل تحديد الأهداف


 

يمكن للأهداف الكبيرة و الصغيرة أن تكون حجر الأساس لحياة أكثر سعادة، و يمكن أن تُحدِث الطريقة التي نحدد بها الأهداف فرقاً في تحقيقها. و بالتأكيد فإن فهم دوافعك هو المفتاح السحري في تحديدك لـ الأهداف الصحيحة.

من ناحية أخرى سيخبرك علماء النفس أن هناك فرقاً كبيراً بين تحديد الأهداف و تحديد الأهداف الصحيحة و الذكية.

كيف تعرف أنك تحدد الأهداف الصحيحة؟ 

يمكن أن يساعدك هذا المقياس المكون من خمسة أسئلة. إذ سيكون بإمكانك تقييم مدى جودة كل سؤال من هذه الأسئلة في توضيح سبب رغبتك في تحقيق الأهداف التي تقوم بها:

1. هل يريدني شخص آخر أن أحقق هذا الهدف ، أم سأحصل على شيء من شخص ما إذا قمت بذلك؟

2. هل سأشعر بالخجل إذا لم أحقق هذا الهدف؟

3. هل أعتقد حقاً أن هذا الهدف مهم؟

4. هل سيزودني هذا الهدف بالمرح و المتعة؟

5. هل يمثل هذا الهدف من أنا، و يعكس أكثر، ما أقدره في الحياة؟

إذا شعرت بأن الأسئلة 3-5 وصفت أهدافك ، فمن المحتمل أنك على الطريق الصحيح. و إذا شعرت أن السؤالين 1 و 2 ينطبقان بشكل أفضل على حالتك ، فقد ترغب في تغيير المسار.

و من المثير للاهتمام ، أن بحثاً جديداً ظهر في مجلة أبحاث في الشخصية Journal of Research in Personality يشير إلى أن الأفراد "الواعين" ، أو الأشخاص الذين يتفوقون في الوقت الحاضر بطريقة مستدامة و غير حُكميّة non-judgmental way ، أفضل في تحديد الأهداف الصحيحة من الآخرين.

كما ذكر مؤلفو البحث ، بقيادة أيدان سميث Aidan Smyth من جامعة كارلتون Carleton University في كندا أنه:

"عندما يسعى الأشخاص إلى تحقيق أهداف تتماشى مع قيمهم الأساسية و مواهبهم و اهتماماتهم و احتياجاتهم (أي الأهداف المتوافقة مع الذات) ، فمن الأرجح أن يحققوا أهدافهم". 


و يضيف الباحثون:

"إن السعي لتحقيق الأهداف المتوافقة مع الذات و تحقيقها يوفر خبرات من الاستقلالية و الكفاءة و العلاقة ، و التي تعتبر ضرورية للرفاهية. و على العكس من ذلك ، فإن السعي وراء أهداف غير متوافقة يمكن أن يؤدي بالناس إلى إضاعة الوقت و هدر الطاقة على أهدافٍ -حتى لو تم تحقيقها- لن تفيد رفاههم أو تنميتهم ".


الأفراد الواعون أفضل في تحديد الأهداف

بالنظر إلى أن الأفراد الواعين، الذين لديهم مستوى أعمق من الوعي الذاتي ، توقع الباحثون أن يكون هؤلاء الأفراد أفضل في تحديد و تحقيق الأهداف التي تتماشى مع اهتماماتهم. و هذا بالفعل ما وجدوه.

فالأشخاص الذين سجلوا درجات أعلى في مقياس الانتباه و الوعي المكون من 15 عنصراً - حيث توجد تقييمات أعلى لعناصر مثل "يبدو أنني أعمل بشكل تلقائي دون وعي كبير بما أفعله" و "أجد نفسي أفعل الأشياء دون الانتباه " تعكس قدراً أقل من اليقظة - أبلغت عن وجود دافع جوهري لتحقيق أهدافهم.

كذلك فقد قام الباحثون بتكرار هذه النتيجة باستخدام تصميم دراسة طولية حيث تم تتبع تقدم الهدف بمرور الوقت.

و لم يقتصر الأمر على أنهم وجدوا أن الأفراد الواعين كانوا أفضل في تحديد أهداف "متوافقة مع الذات" ، بل وجدوا أيضاً أنهم كانوا أكثر نجاحاً في تحقيق أهدافهم.


و خلص المؤلفون إلى..

أن "هذا البحث يوفر دعماً للاقتراح القائل بأن الأفراد الواعين يضعون أهدافاً" أفضل "- أهداف من المرجح أن تتماشى مع ذواتهم الحقيقية ، و تؤدي إلى تقدم الهدف ، و يتم استيعابها بمرور الوقت."

و من المثير للاهتمام ، أن هذا البحث يتوافق مع أعمال أخرى حول اليقظة و الإنجاز.

إذ وجدت دراسة حديثة نُشرت في مجلة استشارات نفسية journal Consulting Psychology أن الأفراد الواعين أكثر طموحاً من غيرهم. 

و في حين أن هذا قد يبدو غير بديهي ، يقدم الباحثون سبباً وجيهاً لذلك.

إذ يقترحون أن الأفراد الطموحين ماهرون في تحقيق التوازن بين انتباههم و وعيهم لتحقيق أهدافهم.

أي بعبارة أخرى ، ينعكس التركيز الذهني الضروري لتكون شخصاً طموحاً و ناجحاً في العديد من الصفات المرتبطة باليقظة.


و أخيراً..

يعد وجود أهداف محددة لأشياء نريد القيام بها، و العمل على تحقيقها، جزءاً مهماً من كوننا بشراً.

و قد لا يسير الطريق نحو أهدافنا دائماً بسلاسة أو أن يكون الأمر سهلاً نوعاً ما، و لكن وجود أهداف ، سواءً أكانت كبيرة أو صغيرة ، هو جزءٌ مما يجعل الحياة ممتعة و جديرة بالتجربة.

إن تحديد الأهداف يعطينا إحساساً بالمعنى و التوجه ، و يدفعنا في الاتجاه الذي نريد أن نسير فيه و يجعلنا مهتمين و مشاركين ، و كل ذلك دعائم جيدة لسعادتنا الشاملة.

و بالفعل فإن تحديد الهدف هو أكثر بكثير من مجرد القول بأنك تريد أن يحدث شيء ما. فما لم تحدد بوضوح ما تريده بالضبط و تفهم لماذا تريده في المقام الأول ، فإن احتمالات نجاحك ستقل بشكل كبير.

و من خلال الانتباه و الإجابة إلى الأسئلة الخمسة السابقة لتحديد الأهداف الصحيحة ، يمكنك تحديد الأهداف بثقة، و الاستمتاع بالرضا الذي يأتي جنباً إلى جنب مع معرفة أنك حققت ما خططت للقيام به.


إذن ، ما الذي ستقرر إنجازه اليوم؟




أحدث أقدم

نموذج الاتصال