هل يساعد فيتامين د Vitamin D في إنقاص الوزن ؟


 

ربما تكون علمية علاقة الفيتامين مع الوزن هشة يعتبر فيتامين د  Vitamin D من العناصر الغذائية الأساسية ، مما يعني أن جسمك يحتاج إليه ولكنه لا يستطيع فعل ذلك دون مساعدة (كما ذكرنا في مقال سابق).

و تقليدياً و كما هو معروف، فإن أهمية و فائدة فيتامين د ، المتصورة كانت تذهب لصحة العظام.

و يمكن أن تؤدي مستويات نقص فيتامين (د) المعتبرة إلى الكساح عند الأطفال rickets وهشاشة العظام osteoporosis عند البالغين.

و لكن شهد العقد الماضي طفرة في أبحاث فيتامين د Vitamin D ، والكثير منها يشير إلى أن فيتامين د متعدد الوظائف وأكثر أهمية مما كان يعتقد سابقاً.

إذ أن دراسة نشرت عام 2014 في مجلة فرونتيرز-إن-فيزيولوجي Frontiers in Physiology  (مجلة آخر ما تم التوصل إليه في علم وظائف الأعضاء) كانت قد جمعت أدلة على أن انخفاض مستوى فيتامين د يرتبط بمجموعة من الأمراض الالتهابية - من التهاب المفاصل arthritis والربو asthma إلى مرض التهاب الأمعاء inflammatory bowel والذئبة lupus (و هو داء جلدي).

و كانت قد أشارت الأبحاث أيضاً إلى أن فيتامين د قد يكون له علاقة بالوزن. و في هذا الخصوص تقول الدكتورة آنة ماكتييرنان Dr. Anne McTiernan ، أستاذة الأبحاث في جامعة كلية واشنطن للصحة العامة  University of Washington School of Public Health:

"نعلم أن الأفراد الذين يعانون من زيادة الوزن overweight أو السمنة obese يميلون إلى مستويات منخفضة من فيتامين د في الدم ، وهذا صحيح حتى بعد ضبط التعرض لأشعة الشمس وتناول مكملات فيتامين د Vitamin D ".

دراسة على مجموعة من النساء البدينات

و يُذكر أن الباحثة ماكتييرنان قد درست تأثير مكملات فيتامين د - 2000 وحدة دولية في اليوم من فيتامين د- على نشاط الهرمونات وتغيرات وزن الجسم -و ذلك بعد انقطاع الطمث- لدى النساء اللائي كن يشاركن في برنامج لفقدان الوزن. وتقول:

"النساء اللائي ارتفع مستوى فيتامين د في دمهن -إلى ما يمكن اعتباره مستوى طبيعي- أنهن فقدن وزناً أكبر".

و على وجه التحديد ، انخفض متوسط أوزانانهن بمعدل 19 رطلاً (باوند)، في حين أن النساء اللائي لم يحققن حالة "طبيعية" لفيتامين د في دمهن، كُنَّ قد فقدن في المتوسط 13 رطلاً (باوند).

وتقول الدكتورة ماكتييرنان : "هذا يشير إلى أن النساء اللائي يرغبن في إنقاص الوزن يمكنهن أن يطلبن من طبيبهن فحص مستويات فيتامين د  Vitamin D.

فـ "إذا كانت المستويات منخفضة للغاية ، فمن المرجح أن ينصح الطبيب المريض بتناول فيتامين د".

و "يبدو أن انخفاض فيتامين (د) ناتج عن زيادة الوزن والسمنة وليس سبباً لزيادة الوزن والسمنة obesity "

و من جانب آخر تقول  ماكتييرنان McTiernan إنه من المحتمل أن يمنعَ فيتامين د بطريقةٍ ما إنتاج الخلايا الدهنية.

و لسوء الحظ ،فإن معظم الأبحاث الحالية تشير إلى أن العلاقة العكسية هي الأكثر ترجيحاً ، حيث أن انخفاض الدهون يؤدي إلى زيادة في مستويات انتشار فيتامين د.

يقول الدكتور مارك موياد Dr. Mark Moyad ، مدير الطب الوقائي والبديل بجامعة ميشيغان the University of Michigan:

"إن فيتامين د يتم امتصاصه بوساطة الأنسجة الدهنية ، وبالتالي يكون احتمال تواجده في الدم أقل إذا كان الناس يعانون من زيادة الوزن أو السمنة overweight or obese ".

و يقول الدكتور موياد إن الالتهاب المرتفع الناجم عن السمنة يؤدي أيضاً إلى انخفاض مستويات فيتامين د في الدم.

و تُؤكد الأبحاث، نشر بعضها في المكتبة الوطنية الأمريكية للطب-المعهد الوطني للصحة، أنَّ البيانات أظهرت أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة لديهم مخزون دهني أكبر من فيتامين د.

و إنهم يدعمون الفرضيات القائلة بأن الكتلة الدهنية المتضخمة لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة تعمل كمستودع لفيتامين د.

و يعاود الدكتور موياد القول بأن هذه الارتباطات أقنعت الكثير من الناس بالاعتقاد بأن فيتامين د Vitamin D يمكنه المساعدة في إنقاص الوزن.

و يوضح موياد ذلك قائلاً: "لكن انخفاض فيتامين د، يبدو أنه نتيجة لزيادة الوزن والسمنة وليس سببا لزيادة الوزن والسمنة".

أبحاث من الزاوية المقابلة

و من جهة أخرى يقول خبراء آخرين منهم الدكتور زهاوبينغ لي Zhaoping Li ، أستاذ الطب ومدير التغذية السريرية في المركز الطبي لجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس UCLA Medical Center إذ أنه يقول: "لا يوجد دليل على وجود فيتامين (د) مرتبط  بفقدان الوزن".

و في الرد على ذلك يقول الدكتور موياد Moyad إن نفس الاتجاه يبدو موجوداً عندما يتعلق الأمر بفيتامين د مع غيره من الأمراض.

و يوضح الدكتور موياد أن السلوكيات التي تهدد قلبك - مثل التدخين أو نمط الحياة المستقرة (كثرة الجلوس)- يمكن أن تخفض مستويات فيتامين د في دمك.

ولكنَّ تناول مكملات فيتامين د D لن تتعارض مع الآثار السلبية لهذه السلوكيات.

ويشير موياد كذلك إلى دراسة نشرت العام الماضي (نُشرت في 13-نوفمبر-2018 على موقع Journal Watch) - واحدة من أكبر وأشمل دراسات فيتامين د حتى الآن - التي وجدت أن إعطاء الأشخاص مكملات فيتامين د3 D3 لم يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب أو السرطان أو خطر الوفاة.

وأظهرت المزيد من الأبحاث أن الروابط بين مكملات فيتامين د والأمراض الالتهابية مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن "غير واضحة".

وقد يكون هناك أيضاً رابط بين انخفاض فيتامين د والتعب و الإجهاد fatigue. ففي دراسة أجريت عام 2014 ، أفاد باحثون في كلية كوبر الطبية بجامعة روان the Cooper Medical School of Rowan University أن الأشخاص الذين يعانون من مستويات منخفضة من فيتامين د يعانون أيضاً من أعراض التعب وأن إعادة مستويات فيتامين (د) لديهم إلى سوياتها الطبيعية، تُحسِّن بشكل كبير من شدة أعراض التعب لديهم.

ومع ذلك ، إنه من غير المعروف ما إذا كانت الزيادة في مستويات الطاقة يمكن أن تترجم إلى مزيد من التمارين 

وليس هناك أيُّ شكٍ في أن فيتامين د مهم لصحتك.

و حسب الإحصاءات الطبية فإن العديد من الأميركيين - ربما حتى الغالبية منهم - لديهم مستويات غير كافية من فيتامين د.

ولكن معظم الأدلة حتى الآن تشير إلى أن انخفاض فيتامين د هو نتيجة زيادة الوزن أو التوعك وليس السبب .

ولا يبدو أن تناول مكملات فيتامين د ستجعل هذه المشاكل تختفي.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال