موجات الدماغ أنواعها، و دورها في التشافي


 

كيف تتغير و تتحول موجات الدماغ لدينا؟ و كيف يؤثر التأمل meditation أو يساعد في ضبط موجات الدماغ؟ و الكثير من المعلومات المفيدة و الممتعة في مقالنا لهذا اليوم الرائع. 

لنبدأ منذ مرحلة الطفولة

من الواضح أننا نتعرض لتحولات كبيرة بدءاً من مرحلة الطفولة وحتى  سن البلوغ، ومثلما تتغير الطريقة التي ننظر أو نتكلم بها، هناك أيضاً تغيرات داخلية متعلقة بموجات الدماغ  و التي لا يمكننا رؤيتها.

ومن أكثر الأشياء المذهلة والرائعة التي خلقنا بها ولا يعرفها الكثير منا، هي برمجة الدماغ على مشاعر الحب Love والخوف Fear ، وقد يظن البعض أن هذا الأمر غير صحيح وأن الإنسان حتى عمر الثانية عشرة (الـ 12 عاماً الأولى من حياته) يعيش بحالة موجات الدماغ دلتا / ثيتا delta/theta.

دلتا/ثيتا هي حالة من موجات الدماغ الخالية من الاجهاد والتوتر non-stress brain ، وهي تعني أن الطفل يمكن أن يفكر ويفعل أشياء قد تكون مرهقة stressful للشخص البالغ.

وماذا عن مرحلة البلوغ

عندما ننتقل من حالة الدماغ الخالية من الاجهاد، ومن مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ.

فهذا هو الوقت الذي من المفترض أن نختار فيه للمرة الأولى طريقة العيش بطرقة خالية من الاجهاد لبقية حياتنا، وهو دليل على أنه من المفترض أن نختار مشاعر الحب بدلاً من مشاعر الخوف.

ولكن المفارقة هو أن حوالي شخصٌ واحدٌ 1 من كل 100 شخص فقط يفعلون ذلك، بينما الـ 99 الآخرين يفضلون اختيار الحياة مثل طفل عمره 5 سنوات وفي حالة من الخوف fear والتوتر stress!.

وقد لا يعلم الكثير منا، إنه في المراحل المبكرة من العمر نسعى للحصول على المتعة pleasure ونعمل على تجنب الألم avoid pain  (و هو تعريف الإجهاد أو التوتر the definition of stress) ، كما هو الحال عندما نكون أكثر عرضة للخطر.

فعندها لا يعمل كإجهاد أو توتر ضار بجسمنا لأننا في حالة موجات الدماغ دلتا / ثيتا.

ولكن بشكل سحري -تقريباً- نتحول من حالة الدماغ الخالية من الاجهاد دلتا / ثيتا  ويكون ذلك عادة بين سن 6 و 12 ليصبح الأمر باختيارك.

فمثلاً إذا اخترت حالة الإجهاد و التوتر stress state ستحصل عليه، ولكن يمكنك اختيار التركيز على الحب love لتكون في وضع حالة الدماغ الخالية من الاجهاد non-stressed brain mode.


جهاز المناعة مرتبط بموجات الدماغ

وللأسف الشديد، فإن معظم البالغين يعيش حياته في وضع حالة الدماغ بيتا beta state وهي حالة التنبه alert والتوتر الشديد، وعندما يرتفع مستوى الإجهاد لدينا فإن ذلك يقلل من المناعة immunity لدينا مما يؤدي إلى الاعتلال و المرض illness.

وقد كشفت أبحاث جديدة مؤخراً، كيفية تحول موجات الدماغ لدينا خاصة خلال التأمل meditation ، حيث أظهرت الأبحاث أن التأمل يمكن أن يساعد في ضبط موجات الدماغ الإيجابية positive والإنتاجية productive ،  فهو يؤدي إلى مادة رمادية أكثر سمكاً في أجزاء الدماغ المرتبطة بالتعاطف و الرحمة compassion ، والوعي الذاتي Self-awareness ، بحسب دراسة أجرتها جامعة هارفارد للتصوير بالرنين المغناطيسي Harvard University MRI.


أما عندما نخفض تردد موجة الدماغ إلى ألفا alpha، فإن ذلك يساعدنا على:

  • الاحتفاظ بمعلومات جديدة
  • كذلك تعلم لغة جديدة
  • وتحليل المواقف المعقدة

وهو ما يطلق عليه علماء النفس الرياضيون "المنطقة" “The Zone”، حيث يمكن أن يؤدي انخفاض نطاق نشاط الدماغ الكهربائي إلى زيادات كبيرة في المواد الكيميائية التي تؤدي إلى الشعور بالرضا في الدماغ، مثل الاندورفين endorphins والدوبامين dopamine.


سنستعرض معكم الأنواع الخمسة 5 من موجات الدماغ، وكيف تعكس حالات الوعي المختلفة لدينا:

موجات غاما Gamma

التردد: 32 - 100 هرتز.

الحالة: زيادة الإدراك، والتعلم، ومهام  حل المشاكل.

موجات الدماغ غاما، هي أسرع موجات قابلة للقياس من موجات الدماغ (EEG- electroencephalogram) ، تم ربطها بالإدراك المتزايد أو ذروة الحالة الذهنية عندما يكون هناك معالجة متزامنة للمعلومات من أجزاء مختلفة من الدماغ.

كما لوحظ أن موجات الدماغ غالباً ما تكون أقوى بكثير، وأكثر انتظاماً لدى المتأملين على المدى الطويل مثل الرهبان البوذيين Buddhist Monks.

موجات بيتا Beta

التردد: 13-32 هرتز.

الحالة: التنبيه Alert ، وعي تنبيه طبيعي ، التفكير النشط

تعمل موجات الدماغ بيتا بشكل كبير عندما نكون في محادثة نشطة، أو عند اتخاذ القرارات، أو عند التركيز على مهمة جديدة.

موجات الفا Alpha

التردد: 8-13 هرتز

الحالة: الاسترخاء الجسدي و العقلي.

تعتبر موجات الدماغ ألفا من أبسط الموجات ملاحظةً (وهي أول ما تم اكتشافه من موجات الدماغ) ، حيث أننا نستطيع ملاحظتها عندما تكون عيوننا مغلقة، أو عندما يكون العقل في حالة من الاسترخاء، ويكون ذلك خلال أنشطة معينة مثل ممارسة اليوغا أو قبل النوم أو عندما يكون العقل في حالة من الإبداع والابتكار .

موجات ثيتا Theta

التردد: 4-8 هرتز

الحالة: الإبداع، البصيرة و الفطنة، والأحلام ، إدراك منخفض.

تشير موجات الدماغ ثيتا إلى الاسترخاء العميق والذي يحدث أثناء ممارسة التأمل، ويمكن اكتشافها أثناء الحلم أو التأمل العميق كذلك أحلام اليقظة daydreaming. 

أيضاً تزداد موجات دماغ ثيتا، عندما نقوم بمهامٍ تلقائية قد ينفصل العقل -إلى حدٍ ما- عندما نقوم بها ، مثل تنظيف الأسنان أو الاستحمام، وقد أظهرت أبحاث عن وجود ارتباط إيجابي بموجات ثيتا وبين الذاكرة والإبداع والرفاهية النفسية.

موجات دلتا Delta

التردد: 0.5-4 هرتز

الحالة: النوم ، الحلم

تعد موجات الدماغ دلتا من أبطأ موجات الدماغ،

والتي تحدث عندما نكون في حالة نوم عميق أو في حالة نوم بلا أحلام،

كما أنها تساعد على تجديد الشباب وحالات التشافي، بالإضافة إلى أنها سبب هام وضروري للحصول على قسط كافٍ من النوم.

وفي النهاية فنحن، جسدٌ، و عقلٌ، وروحٌ، وكل منها يتحدث لغة مختلفة: فالجسد عبارة عن تردد، والعقل الواعي عبارة عن كلمات، أما العقل اللاوعي أو الروح، فهو صور.

وقد بدأت أبحث عن التردد المثالي لشفاء الجسد ، والكلمات المثالية لشفاء العقل، والصور المثالية لشفاء اللاوعي وما دون الوعي unconscious and subconscious.

استغرق الأمر مني أكثر من ثلاثين 30 عاماً لإيجاد كل تلك القطع واختبارها ووضعها في نظام محدد.

إن العقل البشري رائعٌ. وهناك أشياء كثيرة لا نعرفها! ومع ذلك ، فإننا نعرف أنه يمكننا تنبيه موجات دماغنا ، ونتيجة لذلك ، رفاهنا الجسدي والعقلي.

أتمنى لك يوماً رائعاً ومباركاً!

أحدث أقدم

نموذج الاتصال