قصص قصيرة عن الغصب


 

يعتبر الغصب من أسوء الصفات، فالإنسان الذي يعجز عن التحكم في ردود أفعاله وتصرفاته في وقت الغصب يفقد أعز الأشخاص إلى قلبه، إذ يرجع ذلك إلى عدم تملكه على أعصابه في وقت غصبه مما جعله ينطلق بألفاظ جارحة، لذا علينا تدريب أنفسنا على الهدوء والصبر ونبذ الغضب، كما يجب أن نعلم أطفالنا خطورة هذا الصفة منذ الصغر، من خلال سرد قصة عن الغصب، خاصة أن القصص من أسرع الوسائل المؤثرة في الطفل.

افضل القصص القصيرة عن الغضب

متى يكون الغضب محمودا، أحياناً يكون هناك غصب إيجابي، وهو غضب الأب والأم عندما يرون الابن يفعل شيئاً خاطئاً، إذ يغضبون لأنهم يريدون منه أن يكون الأفضل والأحسن، كما يهدفون من غضبهم إلى تعديل سلوك أولادهم، وسوف نوضح قصة مؤثرة بين الأب والابن توضح الغضب الإيجابي، أو الغضب المحمود، حيث يمكن سردها للطفل قبل النوم ، أو الذهاب إلى المدرسة، وهذه القصة هي كالآتي: [1]

كان يوجد طفل صغير تحبه أسرته، وتتمنى له أن يصبح أحسن إنسان، إذ كان طيباً وحسناَ الأخلاق، لكن يعيبه شيء واحد يبعد عنه المحيطين به، وهو أنه كان سريع الغصب والعصبية، ولا يعرف كيف يتحكم في أعصابه.

ففكر والده كيف يبعد هذه الصفة عن ابنه، وأخذ يفكر في طريقة إلى أن وصل لحل يساعد ابنه على تملك أعصابه، فذهب له وقول لابنه، أنى أحضرت لك كيس ممتلئاً بعدد كبير من المسامير عليك أن تقوم بدق مسماراً واحداً في كل مرة تشعر بالغصب في سور خشبي موجود بالمنزل ، ففعل الطفل ذلك ، حيث اعتبارها لعبة لطيفة قدمها له والده، ولم يكن يدرك مغزى هذه اللعبة.

وفى كل مرة شعر بالغضب دق مسامراً على السور الخشبي، ففي أول 24 ساعة من اللعبة دق ثلاثون مسماراً، وفى نهاية اليوم حزن الطفل على عدد المسامير التي دقها ، إذ تمثل ضعف إرادته للتحكم في أعصابه، ومن هنا بدأ الطفل يغير من شخصيته ليكون أقل غصباً وانفعالاً.

وبمرور الأيام أصبحت لحظات غصبه تقل بالتدريج، ففي الأسبوع الأول من محاولته لتعديل سلوكه أستطاع أن يدق 25 مسماراً، ومرور الأسابيع والشهور بدأ لحظات غصبه يقل حتى تختفي.

وفى أحد الأيام أستطاع الطفل السيطرة على أعصابه لدرجة أنه لم يدق أي مسمار، ومن شدة فرحته يذهب لوالده ليسرد له هذا، لكن الأب طلب من الابن تغيير وتعديل جزء من اللعبة، إذ يقوم بسحب مسمار واحد من المسامير التي دقها في اللوح الخشبي في كل يوم لا يغصب فيه.

ومرور الأيام والأسابيع، أستطاع الطفل النجاح في السيطرة على أعصابه، و إخراج كافة المسامير من اللوح الخشبي، وذهب لوالده ليخبره أنه نحج في إخراج المسامير كلها، وعدم غصبه لعدة أسابيع متواصلة.

فرح الأب، وأخذه وذهب به إلى اللوح الخشبي، وقال له أنظر إلى كل هذه الثقوب الموجودة باللوح نتيجة دق المسامير، هذه الثقوب تمثل جروح في القلب عندما تغضب وتنطق بألفاظ جارحة للأخر، مثلما الثقوب موجودة بعد سحبها من اللوح الخشبي، كذلك الجروح تكون موجودة في قلب الشخص الذي غصبت عليه ، حتى لو قدمت الاعتذار والأسف له.

وهنا تعلم الطفل مغزي الدرس ووعد أسرته أنه لا يجرح أي شخص من الآن، وأنه سوف يتغير، حيث كان لا يدرك خطورة هذا الفعل على من حوله، وأيضا المساعدة في التعرف على اضرار الغضب على الفرد والمجتمع.

قصص عن الغصب للأطفال

نقدم بعض القصص عن الغضب، إذ يمكن سردها للأطفال باعتبارها حكم عن الغصب لكي يتعلموا خطورة هذا السلوك، وهذه القصص هي كالآتي:

قصة الكلمة الطيبة صدقة

تدور أحداث القصة حول رجل كان عائد إلى منزله بعد يوم طويل من العمل، وفى الطريق أتصلت به زوجته لتطلب منه الذهاب إلى أحد الأسواق التجارية لشراء بعض الأطعمة والحلويات للأطفال، تضايق الرجل لأنه يريد الذهاب إلى المنزل لكي يتناول وجبة الغذاء وينام بعد يوم طويل من العمل.

وبعد مناقشة بين الزوجين استمرت ربع ساعة على التليفون قرر إرضاء زوجته وشراء متطلبات المنزل، وبعد عودته إلى المنزل كان يحمل داخل قلبه موجة بين الغضب والانفعال كاد يفجرها في زوجته، لكن زوجته قالت له الحمد لله أنك وصلت بألف خير وسلامة، الطعام جاهز، ونحن في انتظارك لنأكل معاً، أفتقدك كثيراً طوال اليوم، وآسفه على إرهاقك معي، إني لم أشتري هذه الطلبات بنفسي، بعد كلمات الزوجة نسى الزوج غصبه، وهنا تعلم الزوج أن الكلمة الطيبة تطرد الغضب خارجاً.

قصة مأساة طفل

تحكى القصة أن هناك طفل صغير يحب اللعب، إذ قام بشراء كرة قدم، قرر أن يلعب بها في البيت، ذات يوم كسر أحد مصابيح المنزل دون قصد أثناء لعبه، عندما علم الأب بذلك ضرب الطفل بواسطة لوح خشبي قديم ، تألم الطفل كثيراً من ضرب أبوه، وبعد أنتهاء الأب من ضربه ذهب الطفل إلى غرفة نومه حزيناً باكياً، ونام نوماً عميقاً من كثرة البكاء والألم.

في الصباح الباكر ذهبت إليه أمه، إذ رأت قدم ابنها متورم من كثرة الضرب، ذهبت به إلى المستشفى بصحبة الأب، قال الطبيب أنه لا بد من إجراء عملية جراحية للابن لقطع قدميه، إذ كان اللوح الخشبي قديم للغاية وأصاب قدم الطفل بتسمم من كثرة صدأ اللوح، وهنا ندم الأب على غصبه وعدم تملكه على أعصابه ومات منتحراً بعد رؤيته ابنه بلا أقدام بسببه، وهنا نتعلم خطورة الغضب والانفعال على المحيطين حولنا.

أجمل قصص قبل النوم للطفل

نقدم قصة الابن البار ، حيث يمكن سردها على الطفل قبل النوم، فهي قصة تعلمه أن إكرام الأب والأم من أكرام الله عز وجل، وهذه القصة هي كالآتي:

قصة الابن البار

كان يوجد أب مديون لشخص بمبلغ مالي كبير عجز عن سداده، وفي يوم ما جاء إليه صاحب الدين يطلب ماله ، لكن الأب لا يملك مال ليسده، سمع هذا الحوار ابن الشخص المديون، حيث كان لا يعلم عن هذا الدين، وفى الصباح الباكر ذهب الابن إلى صاحب الدين وأعطاه جزءاً من الدين، ووعده بأن سوف يسد دين والده، حيث يدفع له جزء من المال كل شهر.

عرف الأب بذلك، حزن لأن ابنه دفع الدين من أمواله الخاصة التي كان يدخرها من أجل زواجه، كما أن موعد عرسه قد أقترب، الأمر الذي يجعله يقوم بتأجيله.

وبعد سبعة أيام، قابل الابن أحد أصدقاءه بالصدفة، إذ أخبره أنه كان  سيتصل به لإخباره بخبر هام، حيث يوجد رجل أعمال ثري يحتاج إلى شخص أمين ليدير أعماله، وأنه يريده في هذه الوظيفة.

تعتبر القصص من أكثر الوسائل التي يحبها الطفل، لذلك يمكن تعديل سلوك الطفل من خلال سرد قصة ذات مغزي، وباعتبار أن المدرسة شريك الأسرة ، يمكنها  عمل اذاعة مدرسية عن الغضب لتعرف الطفل أثار الغصب، كما أن المعلم يمكنه متابعة الطلاب في المدرسة، والتعرف على سلوكياتهم، حيث يتابع الطفل السريع الغصب ويحاول مساعدته ببعض النصائح كأب وصديق قبل أن يكون معلم، إذ يمكن لمعلم اللغة العربية أن يتعرف على مفهوم وأضرار الغضب في عقل الطفل من خلال إعطاء للطلاب تعبير عن تأثير الغضب على الفرد والمجتمع، ومن ثم يقرأ تعبير كل طالب الذي يمثل وجهة نظره ومفهومه عن الغضب، وبالتالي ينجح المعلم في تعديل.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال