قصة قصيرة تتوفر فيها عناصر القصة
قصة قصيرة وتحديد عناصرها
عند تعريف القصة القصيرة باللغة العربية فإنها تتكون من عدة عناصر رئيسية وهي (الزمان والمكان في القصة القصيرة والشخصيات والأحداث)، منها ما قد يكون طويل أو أن تكون قصة قصيرة وتعد القصة القصيرة من بين فنون الأدب النثرية التي يقوم الكاتب من خلالها بعرض الأحداث في إطار مكاني وزماني هو من يقوم بتحديده عن طريق الحبكة الدرامية التي يعتمد عليها في عرض الأحداث، بحيث تتضمن مشكلة وصراع يدور ما بين أبطالها مع عرض الحل حتى الوصول للنهاية.
قصة كذب الراعي
ذات يوم في قديم الزمان كان هناك رجل يعمل برعي الأغنام حيث يصطحب أغنامه في كل يوم للمرعى ومع توالي الأيام أصابه الملل والضجر وأراد أن يغير من حياته حتى يشعر بالمتعة ففكر أن يمزح مع سكان القرية التي يعيش بها، فقام بالبدء في الصراخ مراراً وتكراراً طالباً منهم تلقي المساعدة لكي ينقذوه هو وأغنامه من الذئب الذي يحاول افتراسهم.
توجه إليه الكثير من أهل القرية مسارعين لكي ينقذوه وفور وصولهم وجدوه في حالة من الضحك الشديد فاكتشفوا كذبه وخداعه له، وباليوم التالي قام الراعي بتكرر تصرفه مرة ثانية طالباً الحمياة والنجدة من الذئب المفترس وقد لبى ندائه عدد من أهل اقرية ولكن أقل من سابقيهم وثانيةً أكتشفوا كذبه وتوالى تكرار ذلك الموقف حتى غضب منه أهل القرية جميعهم واتفقوا ألا يصدقوه مرة أخرى.
وفي يوم أثناء رعيه للأغنام اقترب منهم الذئب بالفعل محاولاً وفتراس بعض الأغنام فقام الراعي بالصراخ كثيراً والاستغاثة بأهل القرية ولكن أحداً لم يجيبه لأنهم اعتادوا كذبه ونتيجة لاعتياده على الخداع والكذب أكل الذئب الكثير من أغنامه والباقية هربت بعيداً وظل وحده دون مال أو أهل.
قصة قصيرة فيها زمان ومكان وشخصيات ومشكله وحل
من الأمور التي كثيراً ما يتم البحث حولها القصة القصيرة التي يتوافر بها عناصر القصة المختلفة من مكان وزمان، أحداث وشخصيات والتي تمثل عناصرها الرئيسية وحتى يمكن وصف القصة بالجيدة مما يلزم معه أن يتوافر بها مجموعة من العناصر يراعيها الكاتب خلال كتابته وسرده لأحداثها، مثل العقدة أو المشكلة التي يتشوق القارئ للوصول إلى نهاية القصة من أجل التعرف على حلها، وغالباً ما يكون احدى خصائص القصة القصيرة الحصول على التسلية والمتعة والاستفادة وأخذ العبرة في آن واحد وهو يبرز دور القصة في بناء شخصية الطفل .
قصة ذكاء ثور
ذات يوم كان هناك مجموعة من الحيوانات تعيش مع بعضها في أمان وسلام بغابة جميلة مليئة بالخضرة والأشجار، كانت حياة الحيوانات فيما بينهم هادئة منذ سنوات كثيرة حتى أتاهم ذلك الأسد المغرور مؤخراً يعيش بينهم حتى جعل حياتهم تنقلب رأساً على عقب، كان الأسد محباً لرؤية قوته في صورة خوف بأعين الحيوانات، بل إن الكثير من الحيوانات قرر الفرار من الغابة والذهاب لمكان آخر للنجاة بأنفسهم من بطش الأسد الشرير.
أما عن الثور الذي كان جالساً في أحد أجزاء الغابة يأخذ قسطاً من الراحة إلى جوار الكهف الذي يعيش به، كان الأسد آنذاك ماراً إلى جواره حيث كان يتضور جوعاً ولكنه قرر أن يجعل الثور يظن وكأنه لا يراه حيث كان يخطط لالتهام الثور كوجبة دسمة له، لكن الثور الذكي قد لاحظ من عين الأسد وابتلاعه لريقه المتكرر الخطة التي يرسمها الأسد له وهنا أصابته الحيرة حول ماذا ينبغي عليه أن يفعل لكي يحمي نفسه من الموت القريب الذي يحوم حوله.
أتت الثور خطة رائعة حيث قام بالمناداة بأعلى صوت لديه وكأن هناك من تشاركه الكهف قائلاً (يا عزيزتي لا تعدي طعاماً للعشاء فأنا في أشد حالات جوعي وهناك أسد سمين يقترب من منزلنا سوف أصطاده مما جعل الأسد يجري سريعاً بعيداً عن الثور)، وحينما رأى الثعلب الماكر الأسد يجري قام بسؤاله عما حدث فأجابه الأسد وحكى له ما دار عند منزل الثور ليجيب الثعلب (أيها الأسد لقد جعل منك الثور أضحوكة وقام بخداعك لكي لا تأكله، فلتأتي معي نقتص منه وأساعدك على اصطياده)، وبعد تفكير وافق الأسد ولكن بشرط أن يربط الثعلب ذيله بذيل الأسد لكي لا يغدر به ويتركه.
وافق الثعلب واتجها رابطين ذيلهما مع بعضهما البعض وحين وصلا عند كهف الثور فهم الثور أن قد كشف خطته فقرر أن يغير الخطة ويقلبها رأساً على عقب حيث عاد بالمنادة ثانيةً (يا ثعلب لماذا أنت غبي إلى هذا الحد طلبت منك إحضار أثنان من الأسود لماذا أحضرت واحد، هل تريد أن ينام أطفالي جوعى)، فعاد الأسد بالجري مرة أخرى يتخبط معه الثعلب بين الأشواك والصخور، لينقذ الثور ذكاءه ثانيةً.
قصص قصيرة معبرة يتوفر بها عناصر
تختلف القصة القصيرة فيما إذا كانت سرد لأحداث واقعية قد حدثت بالفعل أم أنها من وحي الكاتب وخياله، قد تتم روايتها بهدف الإمتاع والتثقيف وجذب اهتمام القراء وهي كثيرة ولكن المعبر منها قليل خاصة في قصة قصيرة فيها زمان ومكان وشخصيات ومشكله وحل
غاندي وفردة الحذاء
يحكى عن المهاتما غاندي أنه كان يحاول في يوم اللحاق بالقطار فأخذ يجري بسرعة كبيرة حيث كان القطار قد بدأ في التحرك بالفعل، وقد تمكن من اللحاق بالقطار ولكن إحدى فردتي حذائه كانت قد وقعت منه أثناء صعود القطار وما كان منه إلا أن خلع الفردة الثانية وألقاها باتجاه الأولى التي سقطت، فاستغرب ركاب القطار الذين شاهدوا تصرفه وتعجبوا كثيراً مما جعلهم يتوجهوا إليه بالسؤال قائلين (لماذا رميت فردة حذائك الأخرى) فأجاب غاندي قائلاً “أردتُ للفقير الذي يجد الحذاء أن يجد الفردتين كي يكون قادراً على استخدامهما، فهو لن يستفيد إن وجد فردةً واحدةً، كما أنّني لن أستفيد منها أيضاً!”.
حكاية النسر
في أعلى قمة شجرة كان هناك أنثى نسر تعيش بها واضعة عشها وبيوضها الأربعة تحميهم وتعتني بهم، وفي يوم من الأيام أصاب الشجرة زلزال قوي مما جعل أحد البيضات تسقط من العش على الأرض وظلت في التدحرج إلى أن استقرت بقن دجاج، فقامت الدجاجة باحتضانها حتى فقست وخرج النسر الصغير منها.
ظلت الدجاجة تربيت النسر مع دجاجاتها وتعتني به حيث بدأ يكبر ويتعلم منها ما تعلمه لدجاجاتها حيث كان يعتقد كل ذلك الوقت أنه دجاجة مثل من حوله حتى خرج مع الدجاج لكي يلعبوا سوياً فرأى بالسماء مجموعة من النسور المحلقة فحاول أن يقوم بالطيران مثلهم ولكن الدجاجات سخروا منه وقالوا له أنت دجاجة ولن تتمكن من الطيران، مما أصابه بالحزن واستسلم اليأس ولم يحاول الطيران ثانيةً وعاش باقي عمره مثل الدجاج، ولو أنه كان قد استمر في المحاولة لكان أثبت أنه نسر مكانه التحليق في أعالي السماء.