5 علامات تدل على الزواج السام، تبدو طبيعية في البداية


 

إن  الزواج الصحي   يجب أن يشمل المودة و الاهتمام. و أن نأمل أن نستمتع بقضاء الوقت معاً و نبذل جهداً للقيام بذلك.

لقد كنت أستيقظ معظم الأيام و أنا حزينة ، و لكن كان عزائي الوحيد أنني افترضت أن زواجي كان مثل زواج كل الآخرين غيري.

أذكر أنني كنت قد عدت لتوي من مطعم ( روبي تيوزداي)  Ruby Tuesday، وضعت الطبق الخاص بي و توجهت إلى المقصورة المقابلة لزوجي آنذاك ، و ظللنا حينها صامتين لبضع دقائق ثم قال لي شيئاً سيئاً.

لا أستطيع حتى أن أتذكر حقيقة ما كان الأمر عليه ، لكنني أتذكر جيداً تأثيره البالغ على جسدي:

حيث انحنى كتفاي، وانغلق كل جسمي على نفسه، كما لو كنت أحاول حماية نفسي.

و ترقرقت عيناي بالدموع واضطررت للذهاب إلى الحمام ، حتى لا يراني ضيوف المطعم الآخرون أبكي.

لطالما كنت أعزي نفسي مئات المرات بينما كنت لا أزال متزوجة منه أن جميع الأزواج يتشاجرون .

و كنت أخبر  الأصدقاء أنني سعيدة في حياتي الزوجية وأنني أشعر بالفرح .

لقد قلتها مرات عديدة على أمل أن تصبح تلك هي الحقيقة ، لكنها لم تصبح الحقيقة أبداً.

لم يكن زواجي طبيعياً.  بل كان زواجاً ساماً، وقد استغرق الأمر مني وقتاً طويلاً لمعرفة ذلك. 

و حتى لا تمر بما مررت به  عزيزي القارئ ، إليك فيما يلي  بعض العلامات التي تدل على أن زواجك زواج سام :


1. المشاجرة.

من المعروف أن  كل زوجين يتشاجران ، ولكن ما يهم هو كيفية تلك المشاجرة، إذ أنه ليس مجرد أن شخصاً ما لا يضربك أبداً  لا يعني أنه ليس مسيئاً.

  •  هل تتشاجر أنت وشريكك باستمرار؟

  •  هل تبدأ المعارك بسيطة و من ثم تتصاعد بسرعة؟

  •  هل هناك اعتداءات شخصية ، أو شتائم ، أو أصوات مرتفعة ؟

  •  هل يحدث تجاوز لما هو مسموح به . على سبيل المثال  (الدخول إلى مساحتك الشخصية ، تدمير الأشياء الخاصة بك ، كسر الأشياء أمامك)؟

  •  هل هناك حل ، أم أنك تتراجع و تعود الأمور إلى "طبيعتها" بعد فترة وجيزة؟

 إذا كان بإمكانك الإجابة بنعم على سؤال أو أكثر أو كل  الأسئلة المذكورة أعلاه ، فأنت على الأرجح تخوض زواجاً ساماً.

إذ من الواجب  أن تظل الطريقة التي تتعاملان بها مع بعضكما البعض عندما تكونان في حالة غضب طريقة محترمة. 

فإذا لم يكن الأمر كذلك ، فهذا زواج غير صحي على الإطلاق.


2. الأسرار

لم أكن أعرف حتى نهاية زواجي تقريباً أنني و زوجي أخفينا الكثير من الأسرار عن بعضنا البعض.

لقد تعاطى المخدرات  طوال الوقت الذي كنا فيه معاً.

كما قام ببيع أشياء صغيرة لكي يحصل على المال الذي يحتاجه ، لذلك لم يكن واضحاً أنه كان يتعاطى المخدرات.

و كان لديه أيضاً بطاقة ائتمان شخصية ولم يكن بإمكاني الوصول إليها على الإطلاق لدرجة أنه اشترى أشياء ولم يخبرني بها مطلقاً ، ثم اختلس من وظيفته فيما بعد.

أما بالنسبة لي ، فقد كان لدي العديد من العلاقات غير اللائقة مع الرجال الذين كانوا يقومون بتجاوز حدود الخيانة الزوجية، و قد كنت أقوم  بشراء الأشياء ولا أخبره لأنني لم أكن أستطيع حمله على التنازل - ناهيك عن الموافقة - على ما أردته أو اعتقدت أننا بحاجة فعلية إليه.

و إذا حدث شيء كنت أعرف أنه ربما سيضايقه ، فلم أكن أخبره بذلك مطلقاً.

و في حين أنني لم أكن أعلم بأسرار زوجي ، فقد اعتقدت أنه من المقبول عدم إخباره بأسراري أيضاً.

و قد أخبرت أصدقائي بالأشياء التي لم أخبره بها وكأنهم بدائل له.

لقد كانوا يعرفون بالضبط كم كنت غير سعيدة ، كما أنه لم يكن كذلك أيضاً .

و قد اعتقدت أنني كنت أحتفظ بهذه الأسرار لحمايته و حمايتي، وأن الصدق الكامل ليس شيئاً عليك القيام به في الزواج.

أليس الزواج السعيد أفضل من الزواج الصادق؟ ...(رغم أنني لم أكن في زواج سعيد أيضاً).

لقد بت أعلم أن الأسرار تجعلك مريضاً وتجعل زواجك كذلك أيضاً.

إذ أنك  اخترت بناء حياتك مع هذا الشخص ، لذا فإنه من الواجب عليك مشاركة الأشياء الصغيرة والكبيرة فور حدوثها معه .

و لسوء الحظ ، يعد الكذب الصريح أو الكذب عن طريق الإغفال (عندما لا تخبر شريكك بشيء مهما كان بسيطاً) خيانة لشريكك و هو غالباً ما يحكم على علاقتكما بالفشل.


3. الازدراء 

 يُعرَّف الازدراء على أنه "الشعور بأن الشخص عديم القيمة ، أو يستحق التقليل من شأنه". 

و قد تعبر أنت أو شريكك عن ازدرائك عن طريق إثارة الأعين ، أو قول كلمات غير لطيفة ، أو السخرية و التهكم  أو الرفض.

و قد كنت في علاقتي مع زوجي أبرر الكثير من التعليقات السيئة التي كان يدلي بها على أنها "نتيجة مروره بيوم سيئ"،

أو بعبارة أخرى لم أرغب في تصديق أنه كان يحتقرني ، في حين كان من الصعب عليه أن يقوم هو أيضاً بالتجاهل عندما أقول شيئاً بسيطاً مثل:

"مرحباً ، متى يمكننا التحدث عن هذا الأمر؟"  وكان يرد بقوله : "لماذا عليكي دائماً أن تكوني مزعجة و تقومي بمضايقتي و إزعاجي  بينما أحاول الاسترخاء؟"

 فأنا أيضا بدوري لا أستطيع تجاهل هذا أيضاً. كانت هناك أوقات كنت فيها على وشك الانفجار، أو لم أكن قادرة على تجاهل السخرية مما يقوم به.

لذا :  عندما يتعلق الأمر بالتعامل الدائم مع زوجتك ، هل هناك ازدراء؟  هل دوماً ما تجد ما يثير السخرية أو الشتائم؟  هل تشتكيان من بعضكما للآخرين؟

حيث يعد الازدراء علامة على أنه لم يعد هناك احترام في تلك العلاقة.  فالعلاقة التي تفتقر إلى الاحترام هي علاقة غير صحية على الإطلاق (و يجب أن تتمتع العلاقة بالاحترام و الحب والثقة حتى يتم اعتبارها علاقة صحية وجيدة).


4. المسافة

 إذا طُلب مني يوماً أن أتخيل المسافة التي كانت بيني و بين زوجي ، كنت سأقول بأنني لطالما شعرت و كأنني أحاول تخطي السياج للوصول اليه.  فنادراً ما بدا أننا نتواصل مع بعضنا البعض. و قد شعرت دائماً أن  حاجزاً  يقف بيننا.

و قد اعتقدت أن اتباع نصائح الكتب التي تتحدث عن العلاقات سيساعد بعض الشيء، مثل تحديد مواعيد لتسجيل الوصول أو الذهاب في موعد ثلاث مرات على الأقل في الشهر، لكنني شعرت دائماً بخيبة أمل بعد ذلك. 

إذ لا يبدو أن هناك شيئاً يمكنه سد الفجوة بيننا.

 فما زلنا نجلس على  طرفين متباعدين  من نفس الأريكة ، ولا أتذكر آخر مرة شعرنا فيها بالحميمية أثناء ممارسة الحب.

علاوة على ذلك ،كنا نادراً ما نلتقي ، وفي الغالب لم يكن يحسن التعامل مع رغباتي الحميمية .

إن  الزواج الصحي   يجب أن يشمل المودة و الاهتمام. و أن نأمل أن نستمتع بقضاء الوقت معاً و نبذل جهداً للقيام بذلك.


أما إذا كانت المسافة بينك وبين زوجتك تبدو كبيرة للغاية ، فمن المحتمل أن يكون زواجك ساماً.


5. الصمت 

يتواصل شخصان في علاقة صحية بصدق و تفهم و انفتاح، كما أنهم يأخذون الوقت الكافي لمعرفة حقيقة ما يجري مع بعضهم البعض.

و غالباً ما يعتمد الشخصان في العلاقة غير الجيدة على الصمت ، إما كوسيلة لتجنب مناقشة الأمور أو اتخاذ الصمت كإجراء لمعاقبة الآخر.

و عندما يصبح الصمت نمطاً (مثل الصمت لعدة أيام بعد كل خلاف) ، يبدأ الشعور بالغضب والاستياء والعزلة.

كما  يصبح من الصعب حقاً إصلاح العلاقة الحميمة وإعادة بنائها إذا لم يكن هناك مساحة للحديث.

 لذا : -هل تتواصل أنت و شريكك (هل تتشاركان المشاعر الصادقة ، وما إلى ذلك)،

  • هل أنت صامت في الغالب عندما تقضي الوقت بمفردك أم أنك صامت على نحو دائم بعد مواقف معينة (مثل الخلافات الأسرية)؟

  •  إذا كنت أنت وشريكك صامتين أكثر مما تتشاركان أفكاركما ومشاعركما ، فأنت على الأرجح في زواج سام.


كلمة أخيرة ....

يعد  التعرف على علامات الزواج السام، أفضل طريقة لمحاولة إنقاذ الزواج قبل فوات الأوان.

لذا اسال نفسك:

  •  هل أنت وشريكك تتشاجران أو تتحدثان مع بعضكما البعض بطرق غير محترمة؟

  •  هل تخفون الأسرار عن بعضكما البعض، أو هل يوجد مسافات كبيرة بينكما؟

  •  هل توقفتما عن التواصل بطريقة هادفة؟

 إذا كان أي من هذه الأشياء أو جميعها صحيحاً، فقد تكون في حالة زواج سامة ، وتريد إما البدء في العمل على تحسين العلاقة ، أو إنهاء الزواج.




أحدث أقدم

نموذج الاتصال