داء السكري من النوع 2: قد تقلل القهوة و الشاي الأخضر من مخاطر الموت


 

بحثت دراسة حديثة في تأثير الشاي الأخضر و القهوة على مخاطر الوفاة بين مرضى السكري من النوع 2.

إذ وجد الباحثون أن شرب كوبين أو أكثر من القهوة و أربعة أكواب أو أكثر من الشاي الأخضر يومياً كان مرتبطاً بانخفاض معدل الوفيات بنسبة 63٪.

و على سبيل المثال، في الولايات المتحدة وحدها ، يعاني أكثر من 1 من كل 10 بالغين من مرض السكري من النوع 2.

و على الصعيد العالمي ، يؤثر المرض على ما يقدر بنحو 422 مليون شخص.

و كما هو معلوم يزيد مرض السكري من مخاطر الإصابة بمجموعة من الحالات الصحية ، بما في ذلك:

  • السرطان

  •  و كسور العظام

  •  و الخرف

  •  و أمراض الدورة الدموية.

على الرغم من أن الأدوية يمكن أن تقلل بشكل كبير من المخاطر الصحية المرتبطة بمرض السكري ، إلا أن الخبراء يعتبرون أيضاً أن تغيير نمط الحياة هو أحد أفضل الطرق للسيطرة على مرض السكري من النوع 2. 

و تشمل اتباع نظام غذائي صحي ، و ممارسة المزيد من النشاط البدني ، و الإقلاع عن التدخين ، إذا كنت مدخناً.


القهوة و الشاي الأخضر و مرض السكري

على مر السنين ، حقق العديد من العلماء في الفوائد الصحية المحتملة للشاي الأخضر. فقد أظهرت بعض الدراسات وجود صلة بين استهلاك الشاي الأخضر و انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري.

كذلك أظهر علماء آخرون أن شرب الشاي الأخضر قد يحسن التحكم في الجلوكوز و حساسية الأنسولين. و مع ذلك ، حتى الآن ، قام عدد قليل من الباحثين بفحص كيف يمكن للشاي الأخضر أن يفيد الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 ، على وجه التحديد.

و من ناحية أخرى تمتعت القهوة أيضاً بقدر كبير من الاهتمام العلمي على مر السنين. فهناك بعض الأدلة على أن تناول كميات كبيرة من القهوة يؤدي إلى انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 مقارنة مع الاستهلاك المنخفض.

بخلاف مرض السكري ، فهناك بعض الأدلة على أن استهلاك القهوة مرتبط بانخفاض خطر الوفاة. 

مع ذلك ، وكما هو الحال مع الشاي الأخضر ، فقد قام عدد قليل من العلماء بالتحقيق في هذه العلاقة لدى الأفراد المصابين بداء السكري.

و على الرغم من وجود صعوبات متأصلة في دراسة آثار أطعمة معينة على الظروف الصحية ، إلا أن الأدلة على أن الشاي الأخضر و القهوة قد يفيدان جوانب معينة من الصحة تتزايد.

في الآونة الأخيرة ، شرع باحثون من جامعة كيوشو Kyushu University و كلية فوكوكا لطب الأسنان Fukuoka Dental College و مستشفى هاكوجيوجي Hakujyuji Hospital، و جميعها في اليابان ، في التحقيق في تأثير القهوة و الشاي الأخضر على مخاطر الوفاة لمرضى السكري. 

و للعلم فقد نشر الباحثون نتائجهم مؤخراً في BMJ Open Diabetes Research & Care.


الدراسة

أخذ العلماء بيانات من سجل فوكوكا للسكري Fukuoka Diabetes Registry ، و هي دراسة مستمرة تهدف إلى تقييم تأثير الأدوية و نمط الحياة على نتائج مرض السكري. و في المجمل ، استخدموا بيانات من 4923 مشاركاً يعانون من مرض السكري من النوع 2.

و قد كان عمر هؤلاء الأفراد 20 عاماً أو أكثر بمتوسط ​​عمر 66 عاماً.

و من ناحية أخرى، قدم كل مشارك مجموعة واسعة من المعلومات ، بما في ذلك :

  • تفاصيل حول ظروفهم الصحية الحالية

  • تكرار التمارين

  • حالة التدخين

  • استهلاك الكحول

  • مدة النوم

  • مؤشر كتلة الجسم (BMI)

  • ضغط الدم

  • أعراض الاكتئاب.

و الأهم من ذلك ، قدم المشاركون أيضاً تفاصيل حول نظامهم الغذائي ، بما في ذلك :

  • استهلاكهم للقهوة و الشاي الأخضر.

و قد كانت نقطة النهاية الأولية في هذه الدراسة هي معدل الوفيات. و تابع الباحثون المشاركين بمتوسط ​​5.3 سنوات ، و أثناء المتابعة توفي 309 أشخاص.

و لغرض تحليلهم ، اعتبر الفريق أن أربعة أكواب أو أكثر من الشاي الأخضر و فنجانين أو أكثر من القهوة كل يوم هي استهلاك مرتفع.


نتائج البحث

إن الأفراد الذين يشربون أكثر من كوب واحد من الشاي الأخضر أو ​​القهوة يومياً لديهم احتمالات أقل للوفاة من أي سبب مقارنة بأولئك الذين لم يشربوا أياً منهما.

كذلك ارتبطت أقل الاحتمالات بشرب كميات أكبر من الشاي الأخضر و القهوة.

حتى بعد حساب المتغيرات التي ربما أثرت في تحليلهم ، استنتج المؤلفون:

"ارتبط ارتفاع استهلاك الشاي الأخضر والقهوة بشكل كبير بانخفاض الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب في [الأشخاص] المصابين بداء السكري من النوع 2." 

و يوضح مؤلفو الدراسة أيضاً أن "الجمع بين استهلاك الشاي الأخضر و القهوة يقلل بشكل كبير من مخاطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب بنسبة 63٪" خلال فترة متابعة متوسطة تبلغ 5.3 سنوات.

و بالنظر إلى القهوة وحدها ، وجد الباحثون أن شرب فنجانين أو أكثر يومياً كان مرتبطاً بانخفاض احتمالات الوفاة أثناء المتابعة بنسبة 41٪.

و عند حساب احتمالات الوفاة بين من يشربون الشاي الأخضر ، وجدوا أن شرب أربعة أكواب أو أكثر كل يوم يرتبط باحتمالات أقل بنسبة 40٪.

و مع ذلك ، فإن شرب كلا المشروبين كل يوم ينتج عنه أكبر التأثيرات:

  • كوبين إلى ثلاثة أكواب من الشاي الأخضر بالإضافة إلى فنجانين أو أكثر من القهوة - 51٪ أقل

  • أربعة أكواب أو أكثر من الشاي الأخضر بالإضافة إلى كوب واحد من القهوة - بنسبة 58٪ أقل

  • أربعة أكواب أو أكثر من الشاي الأخضر وكوبين أو أكثر من القهوة - 63٪ أقل


قيود الدراسة

كما هو الحال مع معظم الدراسات التي تبحث في تأثير نوع واحد من الطعام أو الشراب على الناس ، فإن هذا البحث له قيود معينة.

على سبيل المثال ، جاءت المعلومات حول استهلاك كل مشارك للقهوة و الشاي الأخضر من استبيان.

و لا توجد ذاكرة مثالية لأي شخص ، و هذا يؤدي إلى حدوث أخطاء لا يمكن تجنبها في البيانات.

و بالمثل ، جاءت المعلومات الغذائية من تقارير المشاركين في بداية الدراسة فقط ، بيد أنه و على مدار 5 سنوات ، قد تتغير عادات المشروبات.

بالإضافة إلى ذلك ، لم يجمع العلماء معلومات حول بعض العوامل التي قد تكون قد أثرت في النتائج ، مثل مستوى التعليم و دخل الأسرة. 

غير أن المؤلفون يشرحون الأهمية المحتملة لهذا:

"قد تترافق مستويات التعليم العالي أو الدخل مع زيادة استهلاك القهوة ؛ قد تكون مرتبطة أيضاً بانخفاض مخاطر الوفيات ".

و الأهم من ذلك ، أن الدراسة كانت قائمة على الملاحظة ، لذا لا يمكن إثبات أن الشاي الأخضر و القهوة يقللان من احتمالات الموت - فقط أن تناول هذه المشروبات يرتبط باحتمالات أقل.

و على الرغم من أهمية الانتباه إلى هذه القيود المهمة ، إلا أن هذه النتائج تضيف إلى مجموعة من الأدلة على أن الشاي الأخضر والقهوة قد يفيدان بعض الأفراد بطريقة ما. و قد نشر موقع تركواز مقالاً مفصلاً لمناقشة أوسع حول الفوائد المحتملة للقهوة هنا.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال