تخيّل المستقبل و النجاح : كيف تكون أكثر نجاحاً فقط عن طريق إغلاق عينيك؟


 

أكثر سعادةً.. و تفاؤلاً .. و عيشاً للحظة ... إن رؤية ما ستقوم به في المستقبل سيملأ يومك بالمزيد من الفرح و النشاط و الحيوية. ويمكنك اعتبار الرؤية البسيطة و المتفائلة للمستقبل هي تلك النظرة العميقة لتصوُّر نفسك ناجحاً في أفضل حالاتك خلال فترة ما في المستقبل. 

ففي أثناء صخب و ضجيج يومك الحافل ، من السهل أن تغفل عن الأمور التي تجعلك سعيداً بالفعل. و لكن :

ماذا لو استيقظت ذات يوم و أدركت أنك تتمنى أن تكون حياتك المهنية أكثر إرضاءً؟

و هنا، أود -عزيزي القارئ – أولاً أن أطمئنك ، فلا داعي للذعر. ذلك لأن العثور على معنى في عملك ليس بالشيء

الذي يحدث بين عشية وضحاها. بل هو عبارة عن مشروع فوضوي متكرر يتطلب وقتاً time وصبراً

patience وجرعة صحية من التفكير أو التأمل الذاتي self-reflection. و لكنك حتماً ستصل إلى هناك ،

إلا أنه يتوجب عليك أن تبدأ باتخاذ خطوات صغيرة.

و يعتبر التفكير أو التأمل الذاتي جزءاً مهماً من أي مهنة. و هو يتطلب أن تقوم بالتعلم عن و التعرف على نفسك

بشكل منتظم. وبمجرد أن يصبح هذا عادةً للعقل ، فإن هذه العملية لن تصبح أسهل فحسب ، بل يمكنها أيضاً أن

تقوم بتسليط الضوء على الاهتمامات الجديدة التي تريد استكشافها أو التغييرات التي تريد إجراءها لتحسين

وضعك الحالي.

و قد وجدت الدراسات أن قضاء بضع دقائق في التفكير في مستقبلك يمكن أن يكون له نتائج مذهلة ، و هذا

بدوره سيعزز:

  • التفاؤل والأمل حتى تتمكن من التعامل بشكل أفضل مع النكسات أو الإخفاقات .

  • المشاعر الإيجابية مثل الإثارة والسلام أو الأمن ، والتي ستحميك من المشاعر السلبية مثل الخوف .

  • الصحة و السعادة و الرفاهية .

أفضل ذات ممكنة لك Best Possible Self :

تعد "الذات الممكنة الأفضل Best Possible Self "، أحد تدريبات التفكير أو التأمل الذاتي self-

reflection المدروسة جيداً المستقاة من أبحاث علم النفس الإيجابي. إنها إحدى الطرق التي يمكنك استخدامها

لتغذية رؤية تكون أكثر إشباعاً لحياتك المهنية – و هي رؤية ستقوم بملئ يومك بالمزيد من الفرح و الكدح و العمل الأقل . ويمكنك القول إنها رؤية بسيطة وسهلة جداً للقيام بها. وباختصار ، أنت تقوم بتصور نفسك ناجحاً

و في أفضل حالاتك خلال فترة ما في المستقبل. و للتعرف على كيفية القيام بذلك ، إليك الطريقة التي تعمل بها

خطوة بخطوة حتى تتمكن من تجربتها بنفسك:

  • قم باختيار إطار زمني معين Timeframe في المستقبل :

و أقترح عليك هنا لجعل التمرين عملياً وقابلاً للتطبيق على الفور ، أن تقوم بتضييق الإطار الزمني إلى تاريخ

من ستة أشهر إلى سنتين من اليوم. إذ أنه غالباً ما سيكون تخيل حياتك بعد خمس أو عشر سنوات من الآن من

الصعوبة لعقلك أن يتقبلها .

  • تخيل المستقبل المشرق ، كما لو أنك كنت تلوح بعصا سحرية:

ما الأهداف التي أنجزتها؟ 

ما الأحلام التي قمت بجعلها حقيقة واقعية؟ 

وما الذي حدث في حياتك المهنية أو علاقاتك أو صحتك؟

  • اجعل رؤاك محددة :

عليك أن تبذل جهدك في وصف رؤيتك و بتفصيل كبير. بمعنى أنك و عندما تكون كأفضل ذات ممكنة لك ستعلم:

كيف ستقوم بقضاء وقتك؟ 

و ما الذي ستعمل عليه؟ 

و مع من ستقضي وقتك؟ 

و ما هو شعورك؟ 

وبماذا ستفكر؟ . عليك أن تقوم بتصور و تخيل ذلك كله بالتفصيل. و أن تقوم بكتابته. حتى لو كانت مجرد أفكار مجزأة أو مجرد فتات من أفكارك ، فإنه من المهم أن تنفذ تفكيرك و تودعه الورق.

  • انتبه إلى نقاط قوتك :

عندما تفكر في هذا المستقبل المثالي ، ما هي نقاط القوة الشخصية التي ستستخدمها؟ .

و هنا يؤكد معهد فيا VIA Institute على أن " نقاط قوة الشخصية هي الأجزاء الإيجابية لشخصيتك التي

تؤثر على طريقة تفكيرك ، و شعورك ، و سلوكك ، كما أنها هي المفاتيح التي تجعلك النسخة الأفضل من

نفسك."

 و في النهاية فإن النقطة الأخيرة ستكون في اتخاذ الإجراءات اللازمة، مهما كانت صغيرة.

و لكن ابدأ فقط. إذ لا يمكنك أن تقوم بتجسيد أفضل ذات ممكنة لك كل يوم أو بحلول يوم الغد، و لكن من الممكن أن تكون أقرب بكثير مما تعتقد من أجل مزج و دمج العددي من عناصرها.

لأنه و بعد كل شيء، إنها بالفعل بداخلك.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال