-->

كيفية علاج اضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال ؟


 

كيفية علاج اضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال ؟ يعاني بعض الأطفال من اضطراب قلق الانفصال حيث يشعر الطفل بقلق شديد مستمر حول الابتعاد عن المنزل أو الانفصال عن الأشخاص الذي يتعلق بهم بشدة وفي كثير من الأحيان تكون الأم هي المعنية وربما يتجاوز الطفل هذه الأزمة عندما يكبر.

اضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال

إن الأطفال الذين يعانون من اضطراب قلق الإنفصال يقومون بالبكاء دوما والتوسل على الشخص الذي يريد المغادرة وبعد المغادرة يركز الطفل فقط في كيفية لم الشمل مرة أخرى وقد يحدد الأط

باء النفسيين هذا المرض استنادا على أعراضه والفترة التي يستمر فيها مع الطفل.

إن علاج  اضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال من الممكن أن يكون عن طريق الخضوع للعلاج السلوكي فهو عادة يكون فعالا وقد تكون هناك فائدة من العلاج الفردي والعلاج النفسي العائلي ويكون هذا العلاج بهدف تمكين الأطفال على العودة إلى المدرسة في أسرع وقت ممكن.

إن قلق الانفصال هو أمرا طبيعيا يحدث عند جميع الأطفال تقريبا خصوصا الصغار منهم حيث يشعرون بالقلق عندما يرحل الأشخاص الذين يتعلقون بهم وغالبا يكون هذا الشخص هي الأم أو الأب أو مقدم الرعاية لهم ويتوقف هذا القلق عندما يدرك الأطفال أن الشخص الذي سيتركهم لفترة قصيرة سوف يعود مجددا ليبقى معهم أما بالنسبة إلى اضطراب قلق الانفصال يكون القلق فيه بطريقة مبالغ فيها ويتجاوز ماهو متوقع لعمر الطفل ويكون شائع في الأطفال ونادر الحدوث بعد البلوغ.

ومن الممكن أن يؤدي التعرض لبعض المواقف الصعبة في الحياة كوفاة أحد الأقارب أو الأصدقاء أو الحيوانات الأليفة أو الإنتقال إلى مسكن أخر أو إلى مدرسة أخرى إلى زيادة إضطراب قلق الإنفصال ومن الممكن أن ينتقل الميل نحو الشعور بالقلق وراثيا عند الأشخاص أيضا

أعراض اضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال

يشعر الأطفال الذين يعانون من اضطراب قلق الانفصال بالكرب الشديد عندما ينفصلون عن من يحبهم أو من يتعلقون بهم أو عن المنزل وفي كثير من الأحيان تحدث مشاهد درامية أثناء الوداع وتكون مؤلمة للغاية بالنسبة للوالدين أو الطفل حيث يقوم الأطفال بالنحيب والتوسل في مثل هذه المواقف مما يجعل من الصعب على الأم الرحيل وقد يطول مدة هذا المشهد الدرامي ليجعل الانفصال أكثر صعوبة على الطرفين وإذا كانت الأم قلقة يصبح الطفل أكثر قلقا مما يؤدي إلى خلق حلقة مفرغة ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل بعد مغادرة الأم يركز الأطفال على مسألة لم الشمل ومعرفة أين والدتهم الان ويشعرون بالخوف عليها من حدوث شيئا مروعا لها حيث يكون لدى الطفل مخاوف مستمرة وشديدة من أنهم سيفقدون والدتهم بسبب الخطف أو الوفاة أو المرض.

يشعر الأطفال الذين يعانون من اضطرابات الإنفصال من الانزعاج من السفر بدون من يحبوهم أو من يتعلقوا بهم وقد يرفضون أيضا الذهاب إلى المدرسة أو إلى  زيارة الأصدقاء أو النوم عندهم أو البقاء وحدهم في الغرفة حيث يتشبثون بأحد الوالدين من أجل ملازمته طوال الوقت دون أن يغيب عنه.

ومن الأمور الشائعة عن الكثير من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب مواجهة صعوبة في موعد النوم حيث يصرون على أن يبقى أحد الوالدين بجانبهم أو مقدم الرعاية كي يشعرون بالطمأنينة ومن ثم يخلدون في النوم.

ومن الممكن  أن تكشف الكوابيس عن مخاوف الأطفال فقد يحلمون بشيء مثل دمار العائلة من خلال حريق أو من خلال أي كارثة أخرى.

يصاحب هذا الاضطراب أعراض بدنية فمن الممكن أن يتسبب لطفل في الشعور بصداع أو ألم في المعدة ولكنهم يبدون طبيعين عندما يكون أحد الوالدين أو من يتعلقون بهم موجودا معهم ولذلك قد تبدو المشكلة أقل شدة مما هي عليه ولكن  كلما استمر الاضطراب أصبح أكثر شدة وأصبح الطفل أكثر تعلقا بمن يحبهم.

ويقوم الأطباء بتشخيص هذا الاضطراب اعتمادا على توصيف للسلوك السابق للطفل وغالبا إلى مراقبة مشاهد الوداع التي تكون أثناء مغادرة من يحبهم ويتم تشخيصه إذا استمرت الأعراض لمدة شهر وتسببت في حدوث كرب شديد للطفل أو ضعف كبير في الأداء.

طرق علاج اضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال

العلاج السلوكي

ويمكن علاج اضطراب قلق الانفصال لدى الأطفال من خلال العلاج السلوكي وهو يشمل  تعليم الآباء ومقدمي الرعاية على اختصار مشاهد الوداع قدر المستطاع وتدريبهم على الاستجابة إلى التأكيدات كأمرًا حقيقي ويعد العلاج النفسي الفردي والعائلي مفيدا أيضا هذا بالإضافة إلى تمكين الأطفال من العودة إلى المدرسة ويحتاج هذا الهدف إلى عمل الأطباء والوالدين وهيئة التدريس  معا كفريق ومن الضروري أن يتم مساعدة الأطفال على تشكيل ارتباط بأحد البالغين في المدرسة أو في الحضانة حتى يرتبطون بهم ويحبون الذهاب لهذا المكان.

عندما يكون الاضطراب شديدا من الممكن أن يتم استخدام الأدوية التي من شأنها تقليل القلق مثل أدوية نوع من أدوية مضادات الاكتئاب والمعروفة باسم مثبط استرداد السيروتونين الانتقائي ولكن لايتم استخدام هذه الأدوية إلا بوصف الطبيب المختص ويجب أن يعلم الوالدين أن الأطفال تكون أكثر عرضة للانتكاس بعد الإجازات والعطل لذلك ينصح بتخطيط انفصالات منتظمة أثناء هذه الفترات بهدف مساعدة الأطفال على البقاء بعيدين عن من يتعلقون بهم لفترة قصيرة.