الإيمان بالله ومعناه وأركانه


 

الإيمان بالله ومعناه وأركانه، العقيدة الإسلامية تقوم على 6 أسس، وبينها القرآن الكريم والسنة النبوية، فقد قال الله سبحانه وتعالي في كتابه الكريم: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير”، وتبين هذه الآية أن هذه الأسس هي: “الإيمان بالله، والإيمان بالملائكة، والإيمان بالكتب السماوية، والإيمان بالرسل، والإيمان باليوم الآخر، أمّا الإيمان بالقدر فلم يأت ذكره صريحاً في هذه الآية وإنّما ضمنيّاً”.

وأما من السنوية النبوية فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما سأله جبريل -عليه السلام- عن الإيمان، فقال: “الإِيمَان أَنْ تُؤْمِنَ بِالله وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ”.

وفي هذا الموضوع سوف نتناول أول اساس منها وهو الإيمان بالله ومعناه وكيف يزيد العبد إيمانه بالله، وعن دور الإيمان بالله في تحقيق الأمن النفسي للعبد.

معنى الإيمان بالله

مصطلح الإيمان مثل غيره من المصطلحات، له معنى في اللغة وآخر في الاصطلاح، وفيما يأتي بيان كليهما:-

الإيمان في اللغة: مصدر آمن يؤمن إيمانًا، فهو مؤمن ويقصد به التصديق، وقال تعالى في كتابه الكريم: “قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا”.

الإيمان بالله في الاصطلاح: الإقرار الكامل، والتصديق الجازم، والاعتراف التام من العبد بوجود الله سبحانه وتعالى، وألوهيته، وأسماؤه، وربوبيته، وصفاته، وأنه وحده المستحق للعبادة، مع اطمئنان القلب بذلك اطمئنانًا يرى آثاره في سلوك الإنسان والتزامه بأوامر الله سبحانه وتعالى، واجتناب نواهيه.

كيفية زيادة الإيمان بالله

ذكر العلماء أسباب عديدة تزيد من إيمان العبد بالله، وهي..

  • معرفة العبد لله سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته، فعندما يعلم العبد أسماء الله وصفاته، تولد لديه الخشية التي لها أثر قوي في إيمان العبد.
  • طلب العلم الشرعي، حيث قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ”، وتلك الآية تدل على أن العلم النافع من أسباب خشية الله وزيادة الإيمان به.
  • التأمّل في الكون وآياته التي تدل على الخالق سبحانه وتعالى، حيث يقول الله في القرآن الكريم: “إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ”.
  • في جميع ظروف العبد وأحواله يجب الإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى، حيث يقول الله في كتابه الكريم: “الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”.
  • قراءة القرآن الكريم وتدبر آياته ومعانيه، حيث يقول الله تعالى: “وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا”.
  • أن تكون محبة الله سبحانه وتعالى، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم أكبر من هوى النفس، حيث قال رسول لله صلّى الله عليه وسلّم: “ثلاث من كنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه ممّا سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار”.
  • مصاحبة الصالحين لأن العبد عند حضوره لمجالس الصالحين تزداد طاعته لربه ويزداد إيمانه به، وحضور مجالس الذكر.
  • البعد عن كل ما نهى الله تعالى عباده عنه، واجتناب الذنوب والمعاصي، لأن في اركتابها نقصان في الإيمان ومعصية لله.
  • التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالطاعات والنوافل والإكثار منها، وذلك لأنها سبب في زيادة إيمان العبد، والفوز بمحبة الله ورضوانه.
  • زياددة الإيمان وتجديده والدعاء والتوجه إلى الله.

أثر الإيمان بالله في تحقيق الأمن النفسي

للإيمان بالله دور هام في تحقيق الامن النفسي للإنسان كلاً بحسب قوته وإيمانه، فكلما زاد إيمان العبد بالله زادت الراحة النفسية والطمانينة لديه، ونرصد في النقاط التالية دور الإيمان بالله في تحقيق الأمن النفسي للعبد:

  • تحقيق الهداية والأمن للإنسان، حيث يحميه الإيمان من المنغصات، ويقول الله تعالى في كتابه الكريم: “الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ”.
  • الإيمان بالله يورث للإنسان الحياة المطمئنة الخالية من المنغصات النفسية والاضطرابات الروحية، فالله سبحانه وتعالى وعد عباده الذين يعملون الصالحات بالحياة الطيبة.
  • الإيمان بالله سبحانه وتعالى يزكي النفس ويطهرها مما علق بها من الشرك الذي يمرض الروح، ويوهن النفس، ويجعلها عرضة للاضطرابات النفسية.
  • الإيمان بالله يجلب للعبد فتح أبواب الخير، لما في السماء والأرض من بركات.
  • الإيمان بالله يدخل العبد في حفظ الله ورعايته، وهذا الشعور يجعل العبد يشعر بالسكينة والطمأنينة.
  • الإيمان بالله سبب في صلاح البال، والعقل والقلب والنفس، حيث يقول الله تعالى في كتابه الكريم: “وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ”.
  • الإيمان بالله يورث الهداية في النفس البشرية عند حدوث المصائب.

صفات عباد الله المؤمنين

وصف الله عباده المؤمنين بصفات كريمة منها..

  • طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
  • الخوف من الله سبحانه وتعالى وخشيته.
  • يزداد إيمانهم عندما يستمعوا لآيات الله سبحانه وتعالى، وذلك لتدبرهم للآيات ومعانيها.
  • التوكل على الله تعالى والاعتماد عليه في جميع أمور الحياة.
  • التقرب إلى الله بأداء النوافل وإقامة الصلاة.
  • الانفاق الواجب وتادية الزكاة وإخراج الكفّارات وغيرها.
  • موالاة عبد الله المؤمنين ومحبتهم في الله.
  • الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر.
  • بذل الطاقة في الجهاد في سبيل الله.
  • المساعة إلى التوبة إلى الله -تعالى- من جميع الذنوب.
  • يحمد الله في السراء والضراء، ويعترف دائمًا بنعم الله عليهم.
  • تعلّم حدود ما أنزل الله على رسول صلّى الله عليه وسلّم. 
  • الخشوع في الصلاة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال