هل يريد الرجال الجنس و تريد النساء الحب ؟


 

يرغب الرجال في الجنس و ترغب النساء في الحب. أليس كذلك؟ أو لنكن أكثر جرأةً: يقايض الرجال الحب بالجنس، و تقايض النساء الجنس للحصول على الحب ... أهو شيءٌ من هذا القبيل؟

ليس الأمر أكثر تعقيداً من هذا فحسب، و لكن من الممكن أن يكون العكس هو الأقرب إلى الحقيقة.

إليك قليلٌ من الأمور لتأخذها بالاعتبار.

اتبع المال

إنَّ استخدامنا للتكنولوجيا يكشف عن شيءٍ مثير للاهتمام. فحينما يتعلق الأمر باستبدال دور الحبيب أو السعي لإكماله؛ يستعين الرجال و النساء بأدواتٍ مختلفة. 

بالنسبة للنساء فالأداة الأكثر شيوعاً هي الهزاز. في حين أن الإباحية هي أول ما يقصده الرجال، أو الدُمى الجنسية.

(و بأسلوب صناعة الألعاب الجنسية: تشتري النساء الألعاب التي تثير، و يشتري الرجال الألعاب التي تُحاكي). أو عاملات الجنس.

و لا ينبغي أن يكون هذا ما نخبر به أي شخص، لكن ماذا في ذلك؟ حسناً، بالنظر إلى المليارات العديدة من الدولارات التي تجنيها مبيعات الهزاز كل عام، فلا شك أنه بالنسبة للنساء، تعد المتعة الجسدية ذات أولوية كبيرة للغاية.

و الرجال؟ 

ما هو القاسم المشترك بين الإباحية و الدمى الجنسية و المشتغلات بالجنس؟ هل يبدو أن الرجال يبحثون عن كائنات بشرية أخرى (حقيقية أو مقلدة أو مرسومة) لمشاركة التجربة معها ...؟ اممم ... سوف نعود إلى هذا بعد قليل.

فجوة النشوة الجنسية orgasm gap

لقد سمعت عن "فجوة النشوة الجنسية". إنها تشير إلى حقيقة أن النساء عادةً ما يُستثرن جنسياً أثناء التجارب الجنسية بمعدلٍ أقل من الرجال. و قد كان هذا معروفاً لعقود من الزمان، و لكن هناك دراسة حديثة أضافت فارقاً هاماً بشأن مصدر هذه الفجوة.

فقد تبين أنها تخص ديناميكية الرجل و المرأة أكثر من كونها مسألة فيزيولوجية.

و شرح هذا يتطلب مقالة منفصلة، و لكن باختصار يبدو أن النساء اللائي يمارسن الجنس مع الرجال يختبرن فجوة النشوة الجنسية.

أما النساء اللائي يمارسن الجنس مع النساء، لا يختبرنها كثيراً. فإنهن يصلن إلى رعشة الجماع بمعدلٍ قريبٍ من معدل الرجال. فالآلية نفسها بارعة تماماً.

و قد بحثت دراسةٌ أخرى في "النطق الصوتي الأنثوي" “female copulatory vocalizations” (تأوه النساء أثناء ممارسة الجنس).

فقد وجدوا أن النساء لم يكن يتأوهن كثيراً عندما يصلن إلى النشوة الجنسية وحدهن بالدرجة التي تحدث عندما يكون "شريكهن" على وشك الوصول للذروة، إما لتعزيز استمتاعه، أو لمجرد التعجيل بهذه العملية.

و النقطة المهمة هنا ليست، أن النساء تصطنع هزات الجماع، و إنما هي لفت الانتباه إلى الحقيقة الواضحة و المهملة في الآن ذاته؛ و هي أن الرجال يشعرون بالمتعة عند شعور شركائهم بالمتعة.

و هناك دراسة أخرى استخدمت خاصية تتبع العين لتراقب نظر الأشخاص أثناء مشاهدتهم للصور الإباحية، من أجل معرفة أي الأجزاء التي استحوذت على اهتمامهم. 

خمّن ما الذي كان ينظر إليه الرجال الذين تضمنتهم الدراسة أكثر من غيره؟ 

إنه وجوه الممثلات. 

هل تفاجأت؟ 

بالنسبة لي، أنا تفاجأت، ولم أتفاجئ في الوقت ذاته.

إذن ما الذي يحدث هنا؟

المتعة الجسدية و المتعة العاطفية empathetic pleasure

إن آلية الرجال لا تتطلب كل هذه الصعوبة لتعمل. فإذا كانت رعشة الجماع هي الهدف، حسناً، يمكن أن يحوز معظم الذكور البالغين الأصحاء قدر ما يريدون منها.

و هم حتى لا يحتاجون إلى شريك. و لكن يمكن لهذه التجربة أن تفتقر إلى شيءٍ ما، هناك عنصر مفقود.

فعلى الرغم من أن المتعة الجسدية المباشرة تتأتى بسهولةٍ بالنسبة إليهم، إلا أن هناك عنصراً عاطفياً - الخبرة المشتركة أو المشاركة في تجربة شخص آخر - يتوق إليه الرجال.

و باختصار، يسعى الرجال للاتصال. إنه ما يجعل الإثارة المادية في الجنس تجربةً كاملة.

أما بالنسبة لآلية النساء، فقد اعتدنا -البشر- أن نعتقد في كونها معقدةً أو غامضة. و الآن بتنا نعلم أنها ليست كذلك. و لو أنها بالتأكيد تختلف عن آلية الرجال.

فلا تعاني النساء عادة من نقصٍ في الشركاء المتاحين و المستعدين - إذا كان مجرد وجود شريك هو كل ما تطلبه - ولكن مرةً أخرى قد يكون هناك شيءٌ ناقص في التجربة، و غالباً ما يكون الإحساس بذلك عميقاً.

و كثيراً ما تجد النساء أنفسهن يولدنَّ إحساساً أكثر متعةً في أجساد شركائهن مقارنة بما يختبرنه مع أنفسهن.

لذا، فإنهن يتمتعن بسهولة الوصول إلى أكبر قدرٍ من المتعة العاطفية التي قد يرغبن بها – و يمكن أن ينتهي بهن الأمر بسهولة إلى إهمال ذلك، مع وجود المتعة البديلة في الجنس – و لكن ما يرغبن فيه حقاً، العنصر المفقود، هو المتعة المباشرة و الجسدية و المادية.

فهمٌ جديد للجنس

إن الدراسات المذكورة أعلاه ليست هي التي دفعتني إلى هذا الاستنتاج؛ فهي فقط أدلة داعمة لشيءٍ لطالما رأيته و عرفته لسنوات عديدة: تكون التجربة الجنسية أفضل عندما يحصل الرجال على تجربة ممتعة بالنسبة لكلا الطرفين و عندما تجد النساء أجسامها تُعامل بطريقةٍ جيدة. 

إن النظر إلى الجنس من خلال هذه الرؤية – و التي تقول أن الرجال عادةً ما يحصلون على المتعة الجسدية بينما يتوقون إلى المتعة العاطفية، و النساء يحصلن على المتعة العاطفية و يردن المتعة الجسدية - بات المفتاح الأساسي في فهمي لكيفية عمل الجنس، و ما الذي يجب أن تفكر فيه حينما لا تكون الأمور على ما يُرام، و ما الذي يمكن فعله حيال هذا الأمر؟

و هذا هو السبب في أنني عندما أقابل شريكين يسخّران كامل تركيزهم على المعرفة الحميمية للكيفية التي يستجيب بها جسم الأنثى أثناء التجربة الجنسية، و ما الذي تحبه، و ما الذي يؤدي بها إلى الشعور الجيد، ثم القيام بهذه الأشياء ... و عندما أجعلهما يبدآن في الانتباه إلى هذه المواضع التي تبالغ الأنثى بشأنها و تحليلها، أو أن تقوم بعرضٍ من أجل شريكها، و التركيز عوضاً عن ذلك على جعلها تستشعر كل هذا بشكلٍ حقيقي ... فجأةً يحصل الرجل على شيءٍ ربما لم يعرف أبداً أنه كان يتوق إليه.

و تحصل هي على شيءٍ ربما كانت قد فقدت الأمل في تجربته إلى الأبد.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال