السر في إدارة القلق ، و ليس في إدارة العمل


 

إنني أراهن على أنك ستكتشف أن بعض القلق الذي تعاني منه الآن هو من صنع نفسك، و من الطريقة التي تدير به العمل الخاص بك.

هل أنت غارق في هذا العالم الذي يدعوك دائماً إلى الجري، و الضغط ، و القيام بالمزيد؟

أذكر أنني استمعت مؤخراً إلى بودكاست هارفارد بزنس ريفيو  Harvard Business Review بعنوان  "الناجحون القلقون The Anxious Achievers".

(و أذكر أن هناك عبارة فتنتني و جعلتني أتعلق بها !)

و قد انجذبت إلى جانب حب عنوان هذا البرنامج ، إلى فكرة أننا بحاجة إلى تغيير طريقة تفكيرنا في إدارة التوتر والقلق.

و قد كان ستيف كوس Steve Cuss ، مؤلف كتاب "إدارة قلق القيادة Managing Leadership Anxiety" ، ضيفاً رائعاً في البث الصوتي. حيث شارك ببعض الأفكار الرائعة حول هذا الموضوع.


علاقة القلق بالتوقعات

وفقاً لستيف Steve ، فإن صراعاتنا و قلقنا يتعلقان بقدر أقل بـ العمل أو التحديات التي نواجهها ، و أكثر من التوقعات التي لم تتم تلبيتها بمرور الوقت.

و هذا يشمل التوقعات التي نفرضها على أنفسنا - و التوقعات التي قد يفرضها الآخرون علينا.

فنحن و على سبيل المثال ، نشعر بالتوتر عندما نعتقد أن كل شيء عاجل.

حيث أن جميع المشاريع ، الكبيرة و الصغيرة ، تبدو و كأنها ذات أولوية عالية.

كما أننا نعتقد أيضاً أن الأمر إلزامي أو إجباري بالنسبة لنا لنكون متصلين دائماً(جاهزين) و متاحين.

توقعاتنا غير معقولة ، و ذلك بغض النظر عن حجم العمل لدينا.


و لكي نكون منصفين ، فقد تكون هذه العقلية ناتجة عن رئيس متطلب أو ثقافة شركتك ، إلا أن الدافع الأساسي عادة ما يأتي من داخلنا.

حيث يعد الشعور بأننا بحاجة إلى مواكبة كل بريد إلكتروني يمر عبر صندوق الوارد لدينا مصدراً آخراً للقلق.

إضافة إلى تحديثات الحالة، و التقارير، و ملخصات الاجتماع، و سلاسل المحادثات التي لا تنتهي.

حيث يغذي هذا الإكراه الخوف من الاستبعاد أو عدم القدرة على التحدث بذكاء عن قضية ما في الاجتماع القادم.

و الحقيقة هي أننا ربما لا نستطيع معرفة كل شيء عن كل شيء. مفترضين  أنه من الممكن لنا خلق شعور بالذعر العقلي الذي يسكننا .


القلق من صنع يديك

هذا يذكرني بوقت من العام الماضي عندما كنت أتناول الغداء مع أختي.

إذ أنني و بعد أن تشاركت معها بقائمة طويلة من المهام التي كنت بحاجة لإنجازها بحلول نهاية الشهر ، نظرت في عيني و طرحت سؤالاً جعلني أوقف سلسلة الأفكار و الأحداث في رأسي : "سارة ، من قال لك كل هذه الأشياء يجب إنجازها في غضون الأيام العشرة القادمة؟"

لاشك و أن أختي من خلال طرحها لهذا السؤال قد أوضحت نقطة عظيمة.

فأنا أدير عملي الخاص ، إلا أنني و بطريقة ما تمكنت من منح نفسي مهلة نهائية تعسفية و مسببة للتوتر إلى حد ما.

و الآن ، لا تفهموني خطأ ، فلقد عملت في الشركة لفترة كافية لأعرف أنه ليس لدينا دائماً خيار في المواعيد النهائية.

و لكن إذا توقفت عن التفكير في عدد التوقعات غير الواقعية التي تفرضها على نفسك ، فأنا أراهن أنك ستكتشف أن بعض القلق الذي تعاني منه الآن هو من صنع نفسك.

و أعتقد أن أفضل طريقة للرد تكمن في التفكير في دوافع التوتر و القلق. 

  • فهل تحتاج إلى الشعور بالراحة مع جوانب وظيفتك التي ستكون دائماً غير متوقعة و غير قابلة للتنبؤ ؟

  • و هل أنت عالق في حلقة من محاولة أن تكون دائماً في وضعية التشغيل و متاحاً دائماً و على علم دائماً بكل شيء؟

إنني أنصحك عزيزي القارئ هنا أن تقوم باكتشاف ماهية الأشياء التي تثير التوتر الذي يقضم معدتك بالضبط  ، و تحديد ما الذي يمكن أن يتغير.

و من الممكن أن يكون الحصول على المزيد من التعليقات من الآخرين مفيداً أيضاً في هذه العملية.

لذا قم بسؤالهم عما يتوقعونه منك بالفعل من حيث الإنجازات و المواعيد النهائية. وما مقدار الوقت والجهد المطلوب لإنجاز مشروع معين؟ 

لقد كانت لدي زميلة اعتادت على وضع معايير من خلال طرح سؤال مؤهل مسبقاً:


هل هذه مسابقة جمال أم يمكنني إعطاؤك أرقاماً أولية؟

حيث أنها و من خلال سؤالها هذا كشفت عن المتطلبات الدقيقة مقدماً ، مما سمح لها بتجنب إضاعة الوقت وت جنب التوتر غير الضروري.

لذا ، كن على دراية بالهدف ، و حارب الرغبة في تجاوز القمة.

إنني آمل عزيزي القارئ و مع دخولك العام الجديد ، أن تأخذ بعض الوقت للتفكير في استراتيجيات عملية لتقليل التوتر.

فأنت تمتلك الفرصة لاعتماد عقلية جديدة من شأنها أن تقلل من القلق في العام المقبل وتمنحك ميزة مهنية.

فالأمر كله يتعلق بإدارة قلقك ، و ليس بـ عبء عملك.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال