حكم النية في الصيام
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ... وبعد :
اعلموا
أن النية في الصوم لا بد منها وهي شرط لصحته ، كما أنها شرط لصحة كل
العبادات لقوله صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ
ما نوى . . وبها تتميز العبادات عن العادات ، فإن كان الصوم واجبًا فلا بد
أن ينويه من الليل ويعين نوعية الصوم الذي يريده لقوله صلى الله عليه وسلم :
( وإنما لكل امرئ ما نوى ) وذلك بأن يعتقد عند بداية الصوم أنه يصوم من
رمضان أو من قضائه أو أنه يصوم نذر أو كفارة . ووقت النية لهذا الصوم
الواجب بأنواعه من الليل سواء كان من أوله أو وسطه أو آخره ، لما روى
الدارقطني بإسناده عن عمرة عن عائشة مرفوعًا : من لم يبيت الصيام قبل طلوع
الفجر فلا صيام له وقال : إسناده كلهم ثقات .
وعن
ابن عمر عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من لم يبيت الصيام
قبل الفجر فلا صيام له - وفي لفظ : - من لم يجمع - أي يعزم - الصيام من
الليل فلا صيام له ولأن جميع النهار يجب فيه الصوم ، فإذا فات جزء من
النهار لم توجد فيه النية لم يصح صوم جميع اليوم لأن النية لا تنعطف على
الماضي .
والنية
في جميع العبادات محلها القلب ولا يجوز التلفظ بها ، لأن ذلك لم يرد عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه أنهم كانوا يقولون : نويت أن
أصوم ، نويت أن أصلي وغير ذلك فالتلفظ بها بدعة محدثة ، ويكفي في النية
الأكل والشرب بنية الصوم .
تقبل •اللّـہ̣̥ صيامكم وقيامكم رمضان مبارك علـّۓ الجميع