ما هي أعراض الاكتئاب قبل الولادة و كيف يتم علاجه؟


 

يعرف معظم الناس أن اكتئاب ما بعد الولادة يمكن أن يحدث للأمهات بعد الولادة.

و لكن يمكن أيضاً أن تصاب المرأة بالاكتئاب أثناء الحمل.

يُطلق على هذا النوع من الاكتئاب اسم اكتئاب ما قبل الولادة antepartum depression – و يحدث لحوالي 7 في المائة من الحوامل بشكل عام.

و قد يصل هذا المعدل إلى 15 في المائة في بعض البلدان.

يمكن أن يكون الحمل وقتاً مثيراً ، و لكنه قد يجلب أيضاً الكثير من التوتر و القلق ، إلى جانب دوامة الهرمونات.

و كل هذا يمكن أن يسبب الاكتئاب أو يؤدي إلى تفاقمه.

كذلك يمكن أن يكون التشخيص خادعاً: فقد تخفي أعراض الحمل أحياناً اكتئاب ما قبل الولادة.

إليكِ سيدتي ما يجب معرفته عن الأعراض و كيفية علاج اكتئاب ما قبل الولادة.


تعريف الاكتئاب قبل الولادة

الاكتئاب هو اضطراب مزاجي شائع يمكن أن يحدث لأي شخص. إنه يسبب مشاعر حزن لا يمكنكِ تجاوزها. و قد لا تشعرين أيضاً برغبة في القيام بأشياء كنت تستمتعين بها.

الاكتئاب هو أكثر من مجرد حالة حزن – و لا يمكنك "الخروج" منه ، بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة (أو ما يقوله الآخرون لكِ).

Antepartum تعني "قبل الولادة"، يحدث اكتئاب ما قبل الولادة فقط أثناء الحمل. و كما يُطلق عليه أيضاً -في بعض الأحيان- اسم اكتئاب الأمهات و اكتئاب ما قبل الولادة و اكتئاب الفترة المحيطة بالولادة.


أعراض اكتئاب ما قبل الولادة

قد لا تعلمين أنكِ مصابة باكتئاب ما قبل الولادة.

هذا لأن بعض الأعراض قد تبدو مثل أعراض الحمل. و تشمل هذه الأعراض ما يلي:

  • انخفاض مستويات الطاقة

  • الإعياء

  • تغيرات في الشهية

  • تغيرات في النوم

  • التغيرات في الرغبة الجنسية

و إذا كنتِ تعانين من اكتئاب ما قبل الولادة ، فيمكنك أيضاً ملاحظة أنكِ:

  • تشعرين بقلق شديد

  • لديكِ انخفاض في احترام الذات

  • تشعرين بالرهبة و الخوف

  • تشعرين بأنك غير مستعدة

  • تفقدين الاهتمام بالأنشطة التي اعتدت الاستمتاع بها

  • تشعرين بعدم الحافز للاعتناء بنفسكِ

  • تشعرين بعدم الحافز لمتابعة خطة صحية ما، للحمل

  • تتناولين الطعام بشكل سيء

  • لا تكسبين الوزن الكافي

  • هناك قلة في النوم، أو النوم لفترات طويلة

  • التدخين أو شرب الكحول أو تعاطي المخدرات

  • لديكِ أفكار انتحارية


أسباب و عوامل الخطر للاكتئاب قبل الولادة

مثل العديد من الحالات الصحية ، يمكن أن تصابي باكتئاب ما قبل الولادة دون سبب على الإطلاق.

و من غير المعروف سبب إصابة بعض الحوامل بالاكتئاب قبل الولادة بينما لا تعاني بعض النساء من ذلك.

قد تكون هناك بعض الحالات الصحية أو عوامل الخطر التي تمنح بعض الأشخاص فرصة أكبر للإصابة بالاكتئاب قبل الولادة.


عدم وجود دعم اجتماعي

تعد مجموعات الدعم الاجتماعي مثل: نادي دعم الحمل أو مجموعة تغذية الأطفال طرقاً رائعة للتعرف على الحمل و إنجاب طفل.

و بالتأكيد ستساعد أيضاً في منع اكتئاب ما قبل الولادة.

فقد وجدت إحدى الدراسات أن وجود أشخاص حولك لدعمك أثناء الحمل - سواءً أكان شريكك أو عائلتك أو والديك - يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب قبل الولادة.

الحمل و الإنجاب من المعالم البارزة في حياتك. و بالتالي من المهم أن تحصلي على دعم اجتماعي حتى لا تمري بهذا الوقت المثير بنفسك.


التوتر و اضطرابات المزاج الأخرى

وجدت الأبحاث الطبية أن النساء المصابات بأنواع أخرى من اضطرابات المزاج مثل القلق والاكتئاب قد يكنَّ أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الاكتئاب عند حدوث الحمل.


جودة النوم أثناء الحمل

هل تعرفين كيف تشعرين عندما لا تنامين جيداً؟ 

بالفعل لقد تبين أن الجودة ، و النوم المريح أكثر أهمية عندما تكونين حاملاً.

فقد أظهرت إحدى الدراسات وجود صلة بين قلة النوم أو عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم وأعراض الاكتئاب قبل الولادة مثل الأفكار الانتحارية.

و وجد الباحثون أيضاً أن تحسين نوعية النوم لدى الحوامل قد يساعد في تحسين بعض أعراض ما قبل الولادة.


التغذية

وجدت بعض الدراسات وجود علاقة بين مستويات المغذيات المنخفضة و الاكتئاب.

كذلك تم ربط عدم الحصول على ما يكفي من فيتامين د ببعض أنواع الاكتئاب لدى النساء الحوامل والأمهات الجدد. و قد تلعب المستويات المنخفضة من فيتامين ب والمعادن مثل الحديد والزنك دوراً أيضاً.

و هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول ما إذا كان سوء التغذية عامل خطر للاكتئاب قبل الولادة لدى النساء الحوامل.


علاج الاكتئاب قبل الولادة

أخبري طبيبكِ على الفور إذا كنت تعتقدين أنك قد تعانين من اكتئاب ما قبل الولادة أو إذا كنتِ معرضةً لخطر الإصابة به. حيث يمكن أن يساعد الحصول على علاج للاكتئاب في منع آثاره الجانبية على صحتك و على طفلك.

و ستكون أعراضك مختلفة عن أعراض شخص آخر. و بالتأكيد سيجد طبيبك العلاج المناسب لك.

اعتماداً على الأعراض التي تعانيها ، قد تحتاجين إلى الاستشارة أو العلاج بمفردك ، أو العلاج بالأدوية المضادة للاكتئاب. كذلك يمكن أن يساعد ممارسة الكثير من التمارين و تناول نظام غذائي مغذي أثناء الحمل.

أيضاً يُعد تناول بعض الأدوية المضادة للاكتئاب أكثر أماناً أثناء الحمل. و سيصف لك طبيبك أفضل الأدوية، و التي تشمل:

  • سيتالوبرام (سيليكسا)

  • سيرترالين (زولوفت)

  • دولوكستين (سيمبالتا)

  • فينلافاكسين (إيفكسور إكس آر)

  • بوبروبيون (ويلبوترين)


آثار اكتئاب ما قبل الولادة على الحمل

يمكن أن يؤثر الاكتئاب قبل الولادة على أكثر من صحتك العقلية والعاطفية. كذلك من الممكن أن يؤثر على صحتك الجسدية و رفاهية طفلك.

فقد وجدت الدراسات أن الاكتئاب قبل الولادة يمكن أن يؤدي إلى مخاطر صحية خطيرة أثناء الحمل وبعده ، مثل:

  • مقدمات الإصابة

  • قلة الوزن عند الولادة

  • الولادة المبكرة (قبل الأوان)

  • الولادة القيصرية

  • اكتئاب ما بعد الولادة

و يمكن أن يؤثر أيضاً على نمو دماغ طفلك. فالأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من اكتئاب ما قبل الولادة غير المعالج أكثر عرضة لخطر صعوبات التعلم و المشاكل السلوكية.

لقد تابعت دراسة استمرت عقوداً في فنلندا، أطفال النساء المصابات باكتئاب ما قبل الولادة إلى مرحلة البلوغ.

و وجد الباحثون أن العديد من هؤلاء البالغين ، و خاصة الذكور ، تم تشخيصهم باضطرابات المزاج مثل اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ( ASPD antisocial personality disorder).


فحص و تشخيص اكتئاب ما قبل الولادة

إذا كنتِ حاملاً ، فمن المهم إجراء فحص أو اختبار لاكتئاب ما قبل الولادة في أسرع وقت ممكن. 

اطلبي من طبيبك إجراء اختبار فحص، و الذي يتضمن استبياناً حول ما تشعرين به عاطفياً.

و في هذا الخصوص توصي الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء بأن يقوم الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية الآخرين بفحص جميع النساء الحوامل بحثاً عن اكتئاب ما قبل الولادة مرة واحدة على الأقل أثناء الحمل. و أن يتم تسجيل الاستبيان الموحد و استخدامه لتشخيص اكتئاب ما قبل الولادة في سجلاتهم.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال