جمل يجب تجنبها مع الأشخاص الذين يعانون من أمراض عقلية


 


لسوء الحظ، يمكننا أن نكون في خضم الحديث عن أشياءٍ لا علاقة لها بالصحة العقلية، أو بالمرض العقلي، و مع ذلك ننبذ من يعاني منها.

و لا شك أن هناك مصطلحات مهينة عن الصحة النفسية في كل مكان؛ فوصمة العار، أو التصورات السلبية وغير الدقيقة بسبب سمة شخصية، هي السائدة بيننا.

و للأسف فإن  هذه الجُمل التي سنوردها تؤكد على وصمة العار التي تمنع الناس من الحصول على المساعدة.

و وفقاً لإحدى الإحصائيات، يعتقد 98% من المستجوبين أن الأشخاص المصابين بأمراض عقلية يعانون من وصمة العار و التمييز.

علاوةً على ذلك، يعاني حوالي 20% من البالغين و 17% من الشباب من مرض عقلي، مما يعني أن هذه مشكلة واسعة النطاق.

ومع ذلك، بوسعنا نحن الكُتّاب أن نساعد في هذه القضية ببساطة من خلال الانتباه إلى اللغة التي نستخدمها.

فمن خلال تثقيف أنفسنا بشأن العبارات المليئة بالوصم والطرق الأفضل لصياغة أحاديثنا، يمكننا المساعدة في تقليل التمييز المرتبط بالصحة العقلية.

إذ يشكل تغيير الطريقة التي نتحدث بها لتكون أكثر شمولاً للأشخاص المصابين بأمراض عقلية أمراً ملحاً :

فالعبارات الموصومة لا تؤذي الأشخاص المصابين خارجياً فقط، بل إن لها أيضاً آثاراً خطيرة وعميقة على سلامة الشخص و رفاهيته.

و هناك ما يقرب من 40% من المصابين بمرض عقلي لا يتلقون العلاج، و يعتبر خوفهم من وصمة العار سببٌ رئيسي لذلك.

إذ أن الناس  لا يشعرون  "بأنهم مرضى بما فيه الكفاية" أو يشعرون بالخجل من معاناتهم. وقد يخشون إذا طلبوا المساعدة أن يحكم عليهم الناس أو يخبرونهم بأن الآخرين يتعاملون مع أمور "أكثر خطورة" منهم. 

لذا ، و لمساعدة المزيد من الأشخاص على الشعور بالراحة عند تلقي العلاج، تجنب هذه العبارات الستة التالية، وأعد صياغة عباراتك بالطرق الموضحة أدناه.


 

1. "لقد كان الطقس ثنائي القطب bipolar  للغاية في الآونة الأخيرة"

إن استخدام الأمراض العقلية كصفة أمرٌ غير واضح علاوةً على ضرره.

إذ تعتبر الأمراض العقلية خطيرة ولا يمكن استخدامها لوصف شيء آخر.

فعوضًا عن قول "ثنائي القطب" في هذه الجملة، فكر في قول "جامح" أو "غير متوقع" أو "غريب" بدلاً من ذلك.


2. "إنه فاقد للشهية anorexic \ أو شره بشكل مرضي bulimic"

يكافح العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الطعام للعثور على هويتهم خارج هذا الاضطراب، مما يجعل التعافي أكثر صعوبة بالنسبة لهم .

فهم يخشون إذا تعافوا من اضطراب الطعام، أن يفقدوا أنفسهم. لذا ، فإن وصف شخص ما بأنه "فاقد للشهية" أو "شره مرضياً" يعزز فكرة أنه يعاني من اضطراب الطعام وأن هذا ما يشكل هويته.

و عوضًا عن ذلك، قل "إنه يعاني من فقدان الشهية" أو "كانت امرأة مصابة بالشره المرضي". و تعد هذه الاقتراحات أمثلة على اللغة التي تركز على الشخص وتعطيه الأولوية الأولى، مما يضمن أن يُعامل الأشخاص باعتبارهم أشخاصاً لا باعتبارهم أمراضاً.


3. "لدي  وسواس قهري OCD"

على غرار السبب الذي يجعلنا لا نقول إن "الطقس ثنائي القطب"، لا ينبغي أن نقول "أنا موسوس قهرياً للغاية"، فمرةً أخرى، تُستخدم هذه العبارة "الوسواس القهري"، أو "اضطراب الوسواس القهري"، كصفة بدلاً من كونها مرضاً خطيراً يعاني منه العديد من الأشخاص.

و عوضاً عن قول "أنا موسوس قهرياً"، يمكنك أن تقول "أعاني من الوسواس القهري" أو "أحب الحفاظ على المساحة الخاصة بي منظمة ومرتبة".


4. "كانوا مجانين / مخبولين / مختلين"

غالباً ما تُستخدم كلمات مثل "مجنون" و"مخبول" و"مختل" بطريقة مهينة لوصف الأشخاص الذين يعانون من مرض عقلي.

و من المعروف أن مثل هذه الكلمات  يزيد من وصمة العار التي تجعل الأشخاص الذين يعانون من تحديات الصحة العقلية يشعرون بالخجل، مما يجعلهم أقل احتمالية لطلب المساعدة.

و بدلاً من قول أحد هذه المصطلحات، فكر في وصف أكثر دقة وشمولية. و تتضمن بعض الأمثلة المحتملة "شخص مغامر" و"متهور".


5. "الأشخاص المصابون بالفصام مرعبون"

إن تصوير الأشخاص المصابين بمرض عقلي على أنهم "مخيفون" أو "عنيفون" ليس ضاراً فحسب، بل غير صحيح أيضاً.

ففي حين أن أعراض الفصام يمكن أن تكون مخيفة، إلا أنه من المهم عدم القول إن الأشخاص المصابين بها مخيفون.

و في الواقع، هم يتعاملون مع مرض حقيقي ويحتاجون إلى الدعم، وليس المزيد من وصمة العار. لذا ، و بدلًا من القول إن الشخص المصاب بالفصام مخيف، أكد على خطورة الفصام بأمثلة. 

و تأكد أيضاً من ملاحظة الجوانب الأخرى للشخص المصاب به، وبيّن له أنه أكثر من مجرد مرض عقلي.

 

6. "لقد قتلوا أنفسهم"

تعتبر عبارة "قتل نفسه" عبارة قاتمة،و هي تلقي الكثير من اللوم على الضحايا و تجعلهم يبدون مثل المجرمين.

وقول "ماتوا منتحرين " يظهر بدلاً من ذلك القوة المميتة للمرض العقلي ولا يجرم أولئك الذين يعانون منه.

و بينما يعتقد الكثيرون أن الأشخاص المصابين بأمراض عقلية يتسمون بالعنف، فمن المرجح أن يكونوا ناجين من العنف أكثر من مرتكبين له.

و أخيراً ...
قد تبدو هذه التغييرات اللغوية صغيرة أو غير مهمة، إلا أنها ليست كذلك. فمن خلال استخدام عبارات أكثر شمولاً، مثل تلك الموضحة أعلاه، سيشعر العديد من الأشخاص المصابين بأمراض عقلية بمزيد من الاندماج والراحة. علاوةً على ذلك، سيرى المزيد من الأشخاص هذه الأوصاف المحسّنة ومن ثمَّ يشرعون في استخدامها أيضاً.

و يجب ألا ننسى أن هناك الكثير من حياة الناس على المحك.

و أن الانتحار هو ثاني أكبر سبب للوفاة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و34 عاماً.

لذا ، فإننا و من خلال تجنب العبارات التي تخجل الأشخاص المصابين بأمراض عقلية، يمكننا مساعدتهم على الشعور بمزيد من الأمان لطلب المساعدة والحصول على الدعم المنقذ للحياة الذي يحتاجون إليه.

أحدث أقدم

نموذج الاتصال